الهاسبرا : آلة الدعاية الصهيونية ما هي وكيف تعمل + كتاب هام 1

الهاسبرا (Hasbara) هو مصطلح يستخدم لوصف آلة الدعاية الصهيونية التي تمارس البروباجندا (الدعاية المضللة) بهدف تبييض صورة الكيان الصهيوني ومواقفه وإخفاء جرائمه التي يرتكبها على الساحة الدولية. هذه الجهود تدعمها مباشرة حكومة الكيان والمؤسسات ذات الصلة بها في الداخل والخارج لترويج وجهة نظرها وتبرير سياساتها.

على سبيل المثال تستخدم هذه الدعاية للتغطية على سياسات الفصل العنصري وجرائم الاستيطان وجرائم الإبادة العرقية الممنهجة التي يمارسها هذا الكيان على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية منذ أكثر من 75 عاماً متجاوزاً كل الأعراف والقوانين الدولية.

تعتمد أساليب الهاسبرا على استخدام مجموعة متنوعة من الأدوات لنشر رؤية الكيان الصهيوني والتأثير في الرأي العام الدولي. وفيما يلي بعض الأساليب الشائعة التي تستخدمها:

  1. وسائل الإعلام التقليدية: من خلال اختراق وسائل الإعلام التقليدية أو السيطرة عليها وبالتعاون مع جماعات الضغط الصهيونية يستخدم الكيان الصهيوني وسائل الإعلام التقليدية لفرض وجهات نظرها ومواقفها عبر التغطيات المنحازة وتقديم معلومات وتحليلات موجهة لتبرير السياسات الإسرائيلية وطمس وجهات النظر المخالفة عبر تهميشها أو شيطنتها.
  2. وسائل الإعلام الاجتماعية: يستخدم الكيان مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع للتفاعل مع الجمهور الدولي. تتضمن هذه الجهود استخدام لجان إلكترونية متخصصة لنشر تغريدات ومشاركات بشكل مكثف على منصات مثل تويتر وفيسبوك وإنستغرام، بهدف التأثير في الرأي العام وتوجيه النقاشات بصورة تخدم مصالحه. من أمثلة ذلك أيضاً تلميع بعض الشخصيات العامة في الجيش الصهيوني وإطلاق حسابات له باللغة العربية، بغرض كسر عزلته وإظهاره بمظهر إنساني وتبرير الجرائم ونشر التطبيع الإلكتروني بين العرب والمسلمين.
  3. الروابط الإخبارية: تعتمد الهاسبرا أيضًا على إنشاء مواقع إخبارية ومدونات تروج لوجهة نظر الكيان وتعرض وجهة نظره في القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية. تهدف هذه المواقع إلى توفير منصة لتقديم رؤية الكيان وتعديل اتجاه النقاشات بصورة موجهة.
  4. الدبلوماسية العامة: تستخدم حكومة الكيان سفراءها ودبلوماسيتها لتعزيز الرؤية الإسرائيلية وتبرير سياساتها في المنظمات الدولية والمؤتمرات الدولية. يتم ذلك من خلال المشاركة النشطة في النقاشات وتقديم الحجج التي تدعم وجهة نظرها.
  5. الحملات الثقافية: تستخدم حكومة الكيان الفنون والثقافة كأداة لتعزيز صورتها وتعميق فهم الثقافة الإسرائيلية المزعومة وتعزيز العلاقات الثقافية مع البلدان الأخرى. ينظم الكيان حفلات موسيقية ومعارض فنية وعروض مسرحية وأحداث ثقافية أخرى لتعريف الجمهور الدولي بالثقافة “الإسرائيلية” وتوجيه الانتباه بعيدًا عن القضايا السياسية الحساسة.

يذكر أن الهاسبرا ليس أسلوباً خاصاً بالكيان الصهيوني فحسب، بل تستخدمها العديد من الدول والجماعات لتعزيز صورتها وإيصال رؤيتها في المجتمع الدولي.

في النهاية أود الإشارة إلى أن أساليب الهاسبرا ليست مجرد عناوين رئيسية فقط ، بل يتم تدريسها في الأكاديميات بشكل مفصل مع استغلال علم النفس الاجتماعي كآداة لتحقيق أفضل النتائج حيث تستخدم هذه الأساليب الدعائية مراراً وتكراراً حتى يقتنع المتلقي بالرواية الصهيونية.

على سبيل المثال نشر بعض الناشطون كتاب تحت عنوان “قاموس اللغة العالمي لمشروع إسرائيل لعام 2009‏ – فرانك لونتز‏” ، يتحدث هذا الكتاب عن العديد من تقنيات الهاسبرا وكيفية استخدامها لإقناع العالم بعدم انتقاد الاستيطان وغيرها من الممارسات غير العادلة التي يمارسها الكيان الصهيوني.

يمكنك قراءة وتحميل الكتاب من خلال موقع أرشيف الانترنت العالمي عبر الرابط التالي

The Israel Project’s 2009 Global Language Dictionary
Frank Luntz


اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

12 + 9 =

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading