الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

مر وقت طويل على اندلاع حرب كبيرة خارج المنطقة العربية . واليوم يجلس العرب أمام الشاشات ويتابعون باهتمام الحرب الروسية الأوكرانية فما أسباب هذا الاهتمام البالغ بحرب تبعد آلاف الكيلومترات عن المنطقة العربية . خصوصاً أننا نعيش في منطقة مثخنة بالحروب والصراعات ؟

تقع أوكرانيا في أوروبا الشرقية، وهي ثاني أكبر دولة في القارة الأوروبية بعد روسيا، اكتسبت أوكرانيا استقلالها الكامل عقب سقوط الاتحاد السوفيتي في عام 1991.في 15 نيسان / أبريل 2014 ، احتلت روسيا شبه جزيرة القرم وبسبب رغبة أوكرانيا في الانضمام لحلف الناتو الأوروبي بدأت روسيا في حشد قواتها طول حدودها مع أوكرانيا، وفي أواخر فبراير 2022 شرعت روسيا في محاولة غزو أوكرانيا.

أسباب اهتمام العرب بمتابعة الحرب الروسية الأوكرانية

هناك 10 أسباب تجعل العرب يتابعون الحرب الروسية الأوكرانية باهتمام بالغ .

1. مصير روسيا

تشتبك روسيا في الصراعات الموجودة في المنطقة العربية في سوريا و ليبيا ويرغب العرب في معرفة تأثيرات سقوط روسيا في المستنقع الأوكراني على تواجد قواتها في الشرق الأوسط، ففي حين يقلق حلفاء روسيا في المنطقة بشأن الدعم العسكري الذي يتلقونه منها ، و بالعكس فإن سقوط روسيا في وحل أوكرانيا قد يعني لملمة أذيالها والانكفاء على نفسها وربما الانسحاب من المنطقة .

2. الهيمنة الأمريكية

لم تشتبك الولايات المتحدة الأمريكية في الصراعات في المنطقة بشكل صريح منذ زمن حتى بات كثيرون يتساءلون ما إذا كانت الهيمنة الأمريكية على العالم قد انتهت مع بزوغ نجم روسيا و الصين في العديد من المجالات الاقتصادية و العسكرية.

3. اختبار لقوة أوروبا

تمثل هذه الحرب اختبار قوة حقيقي لأوروبا و التي ظهرت مؤخراً بشكل ضعيف عسكرياً في مواجهة روسيا قبل أن تنقلب الكفة مع صمود الأوكرانيين في مواجهة الآلة العسكرية الروسية ، حيث بدأت الدول الأوروبية في توفير المزيد من الدعم لأوكرانيا وفرضت عقوبات خانقة على روسيا بالتعاون مع أمريكا.

4. فرنسا ومستعمراتها القديمة

كانت روسيا مؤخراً قد بدأت تسحب البساط من تحت أقدام فرنسا في إفريقيا وأجبرتها على الانسحاب من مالي وأفريقيا الوسطى في مقابل تعزز النفوذ الروسي في تلك المناطق .

5. اختبار لقوة السلاح التركي

يهتم العرب بشكل خاص بالأخبار و الفيديوهات و الصور التي تظهر التفوق النوعي للسلاح التركي و على رأسه المسيرات ومدى تأثيره في مواجهة قوة كبرى مثل روسيا حيث يشتبكان في سوريا و ليبيا وأماكن أخرى حول العالم .

6. أوكرانيا وروسيا وسلة غذاء العالم

روسيا و أوكرانيا دولتان مهمتان للغاية من ناحية الصادرات الغذائية للدول العربية لاسيما فيما يخص الحبوب والزيوت النباتية . فأوكرانيا هي خامس مصدر للقمح في العالم وظروف الحرب فيها بالإضافة للعقوبات المتوقعة على روسيا قد يسببان أزمة غذائية طاحنة في العديد من الدول العربية التي تعتمد عليهما في الغذاء.

7. التنين الصيني واحتلال تايوان

بالرغم من عدم وجود علاقة مباشرة بين الحرب في تايوان إلا أن اللقاء الذي حدث مؤخراً بين بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ أعطى دلالات واضحة على الدعم المتبادل بين الدولتين فمثلما ترغب روسيا في احتلال أوكرانيا ، ترغب الصين بشدة في احتلال جزيرة تايوان قلعة التكنولوجيا في جنوب شرق آسيا، ونجاح روسيا في مسعاها قد يعني دعم لمخططات الصين في اجتياح تايوان.

8. إيران حليفة روسيا

فشل روسيا في احتلال أوكرانيا قد يعني انكفاءها على نفسها لتبقى إيران وحيدة في المنطقة بلا حلفاء تقريباً مما قد يحد من أطماعها في العديد من دول المنطقة ولو لحين .

9. الشعور الشعبي :

تميل الشعوب العربية بصفة عامة إلى متابعة و دعم الشعوب الضعيفة في مقابل الدول ذات القوة العسكرة الأكثر فتكاً خصوصاً مع مقاومة الشعب الأوكراني الدب الروسي بشكل فاق كل التوقعات .

10. النفاق الغربي

أظهرت الحرب الروسية الأوكرانية مفارقات كثيرة منها اختلاف التعامل الغربي والأممي ما بين أوكرانيا الأوروبية و دول خاضت صراعات مريرة مثل اليمن وسوريا و ليبيا دون أن يجد مواطنوها دعم أو حتى تعاطف يذكر ليس فقط في الحرب بل أيضاً فيما يخص قضايا اللجوء حيث لاقى الطلاب العرب الفارون من الحرب الروسية الأوكرانية معاملة سيئة مقارنة باللاجئين الأوكرانيين الذين وجدوا الترحيب و التسهيلات في الدول المجاورة.

اقرأ أيضاً : طرق البقاء و العيش في الظروف الصعبة والحروب


اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

13 + عشرين =

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading