سيطرة إسرائيلية خفية على شبكات VPN تهدد خصوصية الملايين 2

يعتمد حوالي 1.6 مليار مستخدم حول العالم على الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) بهدف الحفاظ على سرية هوياتهم وبيانتهم خلال تصفح الإنترنت. لكن، ما لا يدركه الكثيرون هو أن جزءًا كبيرًا من هذا السوق يتم التحكم فيه بهدوء من قبل شركات إسرائيلية لها صلات وثيقة بأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، بما في ذلك وحدة الاستخبارات 8200 الشهيرة.

MintPress News” كشفت في تحقيقات سابقة عن تزايد سيطرة إسرائيل على صناعة التكنولوجيا، حيث تقوم وحدات الاستخبارات الإسرائيلية بعمليات قرصنة ومراقبة، مثل تطوير برامج التجسس الشهيرة مثل “بيغاسوس”، التي استخدمت للتجسس على كبار الشخصيات السياسية والصحفيين حول العالم.

الشركة التي تتصدر هذا المشهد هي Kape Technologies، التي تمتلك عددًا من أفضل شبكات VPN العالمية مثل ExpressVPN وCyberGhost وPrivate Internet Access. يملك الشركة رجل الأعمال الإسرائيلي تيدي ساغي، الذي يملك تاريخًا من العمل مع الجيش الإسرائيلي وتقديم دعم مالي للجنود. ساغي أيضًا كان محورًا لمحاولة اغتيال في قبرص عام 2021، والتي نُسبت إلى إيران.

كانت Kape Technologies تعرف سابقًا باسم Crossrider، والتي كانت متورطة في أنشطة مشبوهة تتعلق بالبرمجيات الضارة والإعلانات الإجبارية. بعد تغيير الاسم، تحولت نحو الخصوصية وحماية الإنترنت، واستحوذت على العديد من شبكات VPN الشهيرة، بما في ذلك ExpressVPN مقابل 936 مليون دولار.

الشكوك حول الشركة زادت مع تعيين دانيال جيريك، الذي كان متورطًا في أنشطة تجسس لصالح دولة عربية صديقة للكيان، في منصب كبير مسؤولي التكنولوجيا. وعلى الرغم من تغريمه من قبل وزارة العدل الأمريكية لدوره في هذه الأنشطة، استمرت الشركة في دعمه.

Kape Technologies ليست وحدها في هذا المجال، حيث يعمل العديد من قادتها في السابق بوحدات الاستخبارات الإسرائيلية. على سبيل المثال، كان الرئيس التنفيذي السابق، عيدو إرليشمان، من المحاربين القدامى في وحدة “دوفديفان”، وهي وحدة كوماندوز تنفذ عمليات اغتيال ضد الفلسطينيين. كما أن الوحدة 8200، التي تعتبر “هارفارد الإسرائيلية”، مسؤولة عن مراقبة الفلسطينيين وتجميع معلومات حساسة يمكن استخدامها للابتزاز.

بالإضافة إلى ذلك، قام قدامى المحاربين في الوحدة 8200 بإنشاء تطبيقات شهيرة مثل Waze وViber، وبرنامج التجسس Pegasus الذي تم استخدامه للتجسس على آلاف الأشخاص حول العالم، بما في ذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. بيعت هذه البرامج إلى حكومات مستبدة، واستخدمت لتعقب ومراقبة المعارضين والصحفيين.

باختصار فإن، تزايد النفوذ الإسرائيلي في صناعة الشبكات الافتراضية الخاصة يثير القلق بشأن الخصوصية وأمن البيانات لمليارات المستخدمين حول العالم، حيث يُعتقد أن هذه الشركات قد تكون مدخلًا لاختراقات واسعة من قبل الاستخبارات الإسرائيلية.


اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة − ثلاثة =

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading