شركة جونسون آند جونسون، هل أصابت آلاف الأطفال بالسرطان ؟

تأسست شركة جونسون آند جونسون في عام 1886، وهي شركة أمريكية متعددة الجنسيات متخصصة في مجال الرعاية الصحية والمستحضرات الاستهلاكية. تشمل تشكيلتها منتجات الأطفال بما في ذلك بودرة الأطفال التي تحتوي على التالك، وهو مادة تستخدم عادة كمانع للاحتكاك وماصة للرطوبة.

تواجه الشركة حاليًا تحقيقات قضائية بشأن مزاعم بأن منتجات التالك الخاصة بها تسببت في حالات الإصابة بالسرطان نتيجة لتلوثها بمادة الأسبستوس. يتم استخراج التالك من الأرض، ويتواجد في طبقات قريبة من الأسبستوس، المادة المعروفة بأنها من مسببات السرطان.

وفقًا لتحقيق أجرته وكالة رويترز للأنباء في عام 2018، فإن شركة جونسون آند جونسون كانت تعلم منذ عقود بأن منتجات التالك المستخدمة في بودرة الأطفال تحتوي على ألياف الأسبستوس، ولكنها لم تُبلِّغ المستهلكين بهذا الأمر. يمكن تتبع سجل الشركة في هذا السياق:

  • في عام 1967، اكتشفت الشركة آثارًا لمعدنين يمكن أن يحدثا كأسبستوس في منجم التالك في فيرمونت.
  • في الفترة من 1972 إلى 1975، ورغم إنكارها العلني، وجدت اختبارات داخلية للشركة الأسبستوس في التالك.
  • في عام 1973، قدمت الشركة طلبًا للحصول على براءات اختراع لعملية إزالة الأسبستوس من التالك، مما يشير إلى أن الشركة كانت على علم بالتلوث.

بدأت مشاكل الشركة المتعلقة بالتلك في عام 2009، حين رُفِعَت أولى الدعاوى القضائية ضدها بزعم أن منتجات التلك تسببت في إصابة امرأة بسرطان المبيض. وبحلول عام 2016، تعرضت جونسون آند جونسون لأول هزيمة قانونية كبيرة بحكم يقدر بـ 72 مليون دولار. في عام 2018، أُمِرَت الشركة بدفع 4.69 مليار دولار لضحايا السرطان الناتج عن منتجاتها.

في عام 2020، قررت الشركة وقف بيع بودرة الأطفال التي تحتوي على “تالك” في الولايات المتحدة وكندا بعد ادعاءات النساء بأن استخدام بودرة التالك أدى إلى إصابتهن بسرطان المبيض.

ورغم نفي الشركة لادعاءات تسببها بالسرطان، فإن محاكم العديد من الولايات الأمريكية أمرتها بدفع ملايين الدولارات لنساء أصبن بالسرطان بسبب استخدام منتجاتها. وعلى الرغم من توقفها في الولايات المتحدة، استمرت الشركة في بيع منتجاتها في أنحاء أخرى من العالم، وفي عام 2022، أعلنت أنها ستتوقف عن إنتاج وبيع بودرة الأطفال التي تحتوي على “تالك” في جميع أنحاء العالم اعتبارًا من عام 2023 واستبدال التالك بنشا الذرة.

في عام 2023، قررت الشركة تسوية أكثر من 1000 دعوى قضائية تم رفعها ضدها بسبب اتهامات السرطان المرتبطة ببودرة التالك، ووافقت على دفع مبلغ 9 مليار دولار تقريباً لتسوية هذه القضايا دون الاعتراف بالذنب أو الخطأ. أكدت الشركة أن هذه الخطوة تهدف إلى إنهاء النزاعات القانونية والتركيز على تلبية احتياجات العملاء والمرضى.

حالياً، يتنافس محامون من الولايات المتحدة على رفع دعاوى قضائية ضد الشركة للحصول على تعويضات مالية كبيرة للمتضررين.

J&J knew for decades that asbestos lurked in its Baby Powder (reuters.com)


اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة عشر − 8 =

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading