فضحت حرب غزة الانحياز الأعمى و غير الأخلاقي لوسائل الإعلام الغربية -وبعض وسائل الإعلام العربية للأسف الشديد- ضد المدنيين العزل وأظهرت الوجه القبيح للإعلام الغربي والذي كان مختفياً تحت أطنان من مساحيق التجميل ومزاعم المهنية و الحرية . استخدم الإعلام الغربي مجموعة من الاستراتيجيات لطمس الحقائق أو تشويهها فتعالوا نثقف أنفسنا ونتعرف على بعضاً منها :-
تضخيم القصص:
- الإثارة: استخدام لغة وصور مبالغ فيها أو مشحونة عاطفياً لجذب الانتباه وخلق شعور بالاستعجال أو الخوف، حتى لو كان التأثير الفعلي للقصة أقل أهمية. من ذلك ما قام به الكيان الصهيوني من التضخيم حول ما جرى في يوم السابع من أكتوبر
- التأطير: تقديم المعلومات بطريقة تُبرز جوانب معينة من القصة بينما تهمل أو تغفل جوانب أخرى، مما يخلق منظورًا محددًا للجمهور. من ذلك محاولة تقديم ما حدث كما لو كان عملاً استهدف المدنيين وليس العسكريين في حين كشف لاحقاً عن أن أغلب وفيات المستوطنين كانت بسبب القصف باستخدام الدبابات والطائرات وهي أسلحة لا تملكها المقاومة الفلسطينية.
- التكرار: التغطية المتكررة لقصة معينة، حتى لو لم تكن هناك تطورات جديدة، للحفاظ عليها في مقدمة ذهن الجمهور وتشكيل رأيه بشكل محتمل. وأبرز الأمثلة على ذلك تكرار الأكاذيب حول اكتشافهم 40 رضيعاً مقطوع الرأس أو حوادث اغتصاب لمستوطنات وهي قصص تم دحضها ومع ذلك استمرت الآلة الإعلامية الإسرائيلية في تكرار الأكاذيب ذاتها دون توقف.
- التوازن الزائف: تقديم وجهات نظر متعارضة بطريقة غير متساوية أو مضللة، مما يعطي وزناً غير مبرر لجانب واحد بينما يهمّش الجانب الآخر. أحد أبرز الأمثلة على ذلك ما قام به بييرس مورجان الإعلامي البريطاني حيث استضاف العديد من الشخصيات العربية و الإسلامية لكنه في كل مرة كان يعطيهم مساحة أقل من الجهة المقابلة ويسعى قدر الإمكان لتقديم الدعايات الاسرائيلية كما لو كانت حقائق .
- التحيز التأكيدي: تقديم معلومات تؤكد المعتقدات الموجودة لدى الجمهور المستهدف، مما يعزز تحيزاتهم الموجودة ويمنعهم من النظر في وجهات نظر بديلة. وأبرز مثال على ذلك قصة قطع الرؤوس حيث أن الدعاية الغربية قامت لسنوات بتصوير المسلمين على أنهم قاطعوا رؤوس بلا رحمة وهو ما استغلته الدعاية الصهيونية في قصة قطع رؤوس الرضع المزعومة.
إخفاء القصص:
- الرقابة: قمع أو منع نشر أو نشر المعلومات بشكل متعمد، وغالبًا ما يكون ذلك من خلال سيطرة حكومية أو مؤسسية. أحد أبرز الأمثلة على ذلك ضعف تغطية وسائل الإعلام الغربية للتظاهرات المؤيدة لغزة ووقف الحرب فيها .
- الحذف: استبعاد المعلومات ذات الصلة من القصة، مما يخلق صورة غير مكتملة ويحتمل أن يضلل الجمهور. من ذلك عرض بعض وسائل الإعلام وجهة النظر الاسرائيلية في مواجهة اتهامات محكمة العدل الدولية وتجاهل إظهار محاميي الادعاء الجنوب إفريقيين وغيرهم
- التقليل من الشأن: تقديم القصة بطريقة تُقلل من أهميتها أو تأثيرها، مما يجعلها تبدو أقل أهمية مما هي عليه في الواقع.
- الدفن: وضع القصص في أماكن أقل وضوحًا، مثل الصفحات الخلفية لصحيفة أو في أوقات أقل شعبية على موقع إلكتروني للأخبار، مما يجعلها أقل عرضة للرؤية من قبل الجمهور.
- التعتيم: استخدام لغة معقدة أو مصطلحات تقنية أو تفاصيل غير ذات صلة لإرباك الجمهور وجعل من الصعب عليه فهم المعنى الحقيقي للقصة، مثل حادثة الطفلة هند التي قتلت الدبابات الإسرائيلية عائلتها في سيارتهم وبعد استغاثتها عبر الهاتف بالهلال الأحمر الفلسطيني قاموا بقصف سيارة الهلال الأحمر وقتل من فيها وكذلك قتل الطفلة ، استخدمت بعض وسائل الإعلام الغربية في وصف العثور على الطفلة ألفاظ مثل العثور الطفلة ميتة بدلاً من مقتولة ودون الإشارة للقاتل أو لوسيلة القتل.
نصائح لمحو الأمية الإعلامية:
- كن متشككًا في المعلومات التي تبدو جيدة أو سيئة للغاية لدرجة يصعب تصديقها.
- ضع في اعتبارك مصدر المعلومات وتحيزاتهم المحتملة.
- ابحث عن معلومات من مصادر متعددة ذات وجهات نظر مختلفة.
- انتبه إلى اللغة المستخدمة وكيفية استخدامها لتأطير القصة.
- لا تعتمد فقط على العناوين، اقرأ القصة الكاملة وابحث عن أدلة لدعم الادعاءات.
- تحقق من صحة المعلومات قبل مشاركتها مع الآخرين.
من خلال الوعي بهذه الاستراتيجيات وممارسة التفكير النقدي، يمكنك أن تكون أكثر وعيًا حول وسائل التضليل التي ينتهجها الإعلام لطمس الحقائق والتلاعب بعقول القراء والمشاهدين.
اترك تعليقاً