بالتأكيد سبق لك وسمعت مقولة “نم و إرتاح يأتيك النجاح” ،وفقاً للأبحاث الحديثة ربما لا تكون هذه المقولة خاطئة تماماً ، فبالإضافة لكون النوم هاماً جداً لتكوين ذكريات جديدة ، فإن الراحة لمدة بسيطة بدون الدخول في النوم العميق بعد تعلم شيء ما ربما تكون كافية لتذكر ما تعلمناه بتفاصيل دقيقة .
هل تكافح لتذكر تفاصيل شيء درسته ؟ جرب الراحة لمده 10 دقائق بعد التعلم ، هذا بالطبع يعني أنه عليك أن تستذكر دروسك أولاً قبل أن تذهب للراحة و إلا فلن تجد شيئاً لتتذكره !
النوم والذاكرة هما رفقان متلازمان . فالنوم ‘يمنع’ آليات الدماغ من النسيان ، و يخفض الدوبامين “الناقل العصبي” ، وبالتالي يسهل تكوين الذاكرة.
علاوة على ذلك ، كشفت الدراسات الحديثة أن النوم هو المفتاح لتعزيز الذكريات التي صنعناها أثناء اليقظة ، وكذلك للحفاظ على قدرة الدماغ على تعلم أشياء جديدة في المستقبل.
على سبيل المثال ، كشفت دراسة أنه أثناء النوم ، تستريح نقاط التشابك لدينا ، وتبقى مرنة ، مما يحافظ على المرونة العصبية للدماغ و يزيد من قدرته على التعلم و على الجانب الآخر يؤدي ضعف النوم إلى نقاط تشابك جامدة وقدرة ضعيفة على تعلم أشياء جديدة على المدى الطويل.
ولعل الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن الباحثين تمكنوا في الآونة الأخيرة من التدخل في عملية توحيد الذاكرة التي تحدث أثناء النوم عن طريق مسح أدمغة الناس ، واختيار ذكريات معينة ، وتعزيزها ! .
ولكن هل يمكن لحالة من اليقظة الباعثة على الاسترخاء أن تكون ذات فائدة لتكوين الذاكرة الجديدة؟
تشير دراسة جديدة أجراها بشكل مشترك مايكل كريج ، وهو زميل باحث في جامعة هيريوت وات في أدنبره بالمملكة المتحدة ، ومايشيلا ديوار ، وهي قائدة البحث وأستاذ مساعد في الجامعة نفسها ، إلى أنه يمكن ذلك.
وفقاً لكريج: ‘ تشير الأبحاث الحديثة إلى أن نظام الذاكرة يقوي الذكريات الجديدة الضعيفة من خلال’ إعادة تنشيط ‘هذه الذكريات ، حيث يظهر نشاط الدماغ لأول مرة أثناء التعلم و مرة أخرى في الدقائق التالية.’
استنادًا إلى نتائج أبحاثهم الخاصة ، يقول العلماء: ‘ يكون هذا صحيحًا بشكل خاص أثناء النوم والراحة الهادئة ، عندما لا نكون مشغولين في أخذ أي معلومات حسية جديدة.’
والأكثر من ذلك ، يشير البحث الجديد ليس فقط إلى أن فترة الراحة الهادئة تساعدنا على تذكر أشياء جديدة ، ولكن هذه الراحة ضرورية للحفاظ على التفاصيل الدقيقة.
تم نشر النتائج الجديدة في مجلة Nature Scientific Reports.
دراسة الذكريات الدقيقة
صمم كريغ ودوار اختبارًا للذاكرة لتقييم القدرة على الاحتفاظ بمعلومات دقيقة للغاية. لقد طلبوا 60 شابًا من الذكور والإناث – 21 عامًا في المتوسط - النظر إلى مجموعة من الصور.
البالغين الأصغر سنا الذين استراحوا بهدوء في الدقائق التي تلت عرض الصور كانوا أفضل في ملاحظة الفروق الدقيقة في الصور المتشابهة ‘.
وأوضح أن هذا ‘يقترح’ أن هؤلاء الأفراد قاموا بتخزين ذكريات أكثر تفصيلاً بالمقارنة مع أولئك الذين لم يرتاحوا.
‘توفر هذه النتيجة الجديدة أول دليل على أن فترة قصيرة من الراحة الهادئة يمكن أن تساعدنا في الاحتفاظ بذكريات أكثر تفصيلاً’.
ويضيف الباحث :
‘نعتقد أن الراحة الهادئة مفيدة لأنها تساعد على تقوية الذكريات الجديدة في الدماغ ، ربما من خلال دعم إعادة تنشيطها تلقائيًا’.
ومع ذلك ، يعترف كريج أن الآليات الكامنة وراء هذه الظاهرة المدهشة تظل لغزا.
‘لا أعرف بالضبط كيف تعمل آلية تقوية الذاكرة المتعلقة بالراحة. وعلى وجه التحديد ، لا يزال من غير المعروف ما إذا كانت الراحة الهادئة تسمح لنا فقط بالاحتفاظ بالمزيد من المعلومات ، أو ما إذا كانت تساعدنا أيضًا للاحتفاظ بذكريات أكثر تفصيلاً ‘.