مع تطور المناهج التعليمية وزيادتها، وأيًا كان تخصصك الجامعي أو الصف الدراسي الذي تدرس فيه قد تثقل عليك الدروس والواجبات الدراسية وتحتاج إلى بعض المساعدة، بالطبع يمكنك الحصول على مدرس خاص في منزلك لكن هذا قد يحمل ميزانيتك بتكاليف باهظة فوق كاهلك .
كبديل هناك العديد من المصادر التعليمية التي يمكنك العثور عليها على اليوتيوب وغيره والتي تمكنك من الحصول على تجربة تعليمية مقبولة نوعاً ما لكنها تفتقر لبعض العناصر الضرورية مثل التفاعل والمتابعة و القدرة على طرح الأسئلة والحصول على إجابات بشكل مباشر والحصول على الاختبارات الضرورية لتقوية نقاط الضعف .
اليوم أصبح بإمكانك العثور على مدرسين خصوصيين عن بعد حيث يسَّرت عليك السبل الرقمية ذلك فقلبت المنظومة التقليدية للتعليم، وفتحت أفرادها على تجارب جديدة أكثر سرعةً وإمتاعًا وفاعلية سواء كانوا طلابًا أو معلمين، فما هي التفاصيل التي تحتاج إلى معرفتها لتبدأ التعلم عن بعد؟
دروس خصوصية عن بعد
تلقي درس خصوصي عن بعد يقصد به طرح المعلمين الدروس الفصلية لك عبر الإنترنت باستخدام تطبيقات التواصل الافتراضية التي تدعم الصوت والصورة، ويكون المعلم مسؤولًا عن دقة المعلومات واستيعابك لها ومنحك القدرة على اجتياز الامتحانات، ويأخذ التدريس عن بعد صورًا كثيرة مثل الدردشة بالفيديو وإعداد المعلم الدروس مسبقًا ورفعها لتشاهدها أنت وزملائك في الصف الإلكتروني الافتراضي، وحتى الدردشة الصوتية.
بوسعك البحث عن معلم ليكون معك من بداية العام الدراسي إلى نهايته، أو أن تبحث عن معلمٍ يشرح لك درسًا واحدًا صعبًا، أو جزئية تحتاج إلى الإيضاح.
مزايا الدراسة على الإنترنت
كطالب، لديك بعض الاحتياجات التي لا يتمكن التعليم التقليدي من تلبيتها لك، علاوةً على تجارب تعليمية شيقة لتكتشفها، إليك مميزات التعلم عن بعد:
1. مرونة المواعيد
يمكّنُك من تنظيم وقتك بمرونة بالحصول على الحصص في الزمان والمكان المناسبين لك، كما أنك لست مطالبًا بالحضور جسديًا في مواعيد صارمة، زد على ذلك أنه بإمكانك في بعض الأحيان تلقي الدروس دون حضور المدرس نفسه، وذلك عبر تحميل المحاضرات التي جهزها هو مسبقًا لك ولزملائك لتأخذوها في أي وقت، والواقع أن العديد من الطلاب لا يمكنهم التركيز صباحًا، فيما يمكنهم فعل ذلك مساءً، ولقد حل التعلم عن بعد هذه المشكلة.
2. استيعاب الطلاب ذوي الهمم
إذ يمكنهم العثور على معلمين متخصصين في التعامل مع حالتهم في دروس خاصة، فمثلًا: يعاني بعض الطلاب من مشكلة نقص الانتباه، فلا يفهمون الدروس التي فهمها زملائهم، ولقد حل التعلم عن بعد هذه المشكلة بتخصيص فصول لهم، وبطبيعة الحال، لم يعد أصحاب الإعاقة الجسدية مطالبين بالتحرك من مكانهم.
3. تتضمن حلولًا تقنية
هل تخيلت نفسك يومًا توقف المحاضرة مؤقتًا أو تعيد كلام المُعلم؟ يحدث هذا في التعلم الرقمي، ودون مطالبة شفهية.
4. المحافظة على وقتك ومالك
دائمًا ما تحتاج إلى إنفاق المال وأنت خارج المنزل من أجل التنقل والمصروفات الشخصية الأخرى، وبالتالي لن تكون مطالبًا بإهدار وقت وأموال إضافيين للحضور جسديًا في كورس أو درس خصوصي كما هو الحال مع المدرسة أو الكلية.
5. تتيح لك تجارب اجتماعية جديدة
لن يصبح الأمر مقتصرًا على مجتمعك المدرسي أو الجامعي، لأن أفرادًا آخرين سيكونون على موعد معك من أماكن بعيدة عنك لتكون معهم صلات اجتماعية فعالة تقوي من شخصيتك وتنوع من ثقافتك
6. تنمية مهارة إدارة الوقت لديك
دائمًا ما تكون المدرسة أو الدرس الخصوصي التقليدي ملزمًا لك بمواعيد معينة، لكن في التعلم عن بعد تتولى أنت مسؤولية إدارة وقتك، مما يعزز لديك هذا الجانب المهم، والذي أنت في حاجة إليه في المستقبل.
ما هي الصفات الواجب توافرها في معلمك الخاص؟
كي تتأكد من فهمك للمواد الدراسية وأنك بعد المساق ستكون مؤهلًا لخوض الامتحانات وتحقيق النتائج التي تشبع طموحاتك فعليك باختيار المعلم المناسب لتلك المهمة، إليك مهارات مُعلمك المناسب:
- إلمامه بالمواد العلمية التي يخبرك أنت وباقي الطلاب أنه يُدرِسها عن بعد، وهذا من خلال حصوله على شهادة معتمدة تثبت خبرته
- قدرته على عمل تواصل فعال معك أنت وزملائك، وتكوين مجتمع متفاعل ومتآلف في الفصل الدراسي، وهذا يتضح منذ الحصة الأولى
- إذا كنت طالبًا جامعيًا فيفضل أن يكون مدرسك حاصلًا على درجة الماجيستير في مجال تدريسه
- شغفه بعمله الذي يظهر في إبداعاته في التدريس، وقدرته على جعل حصته جذابة ومحبوبة منك أنت وزملائك، وتشجيعكم على التعبير عن أنفسكم، لأن هذا يساعدك على استيعاب المعلومات وتخزينها في ذاكرتك
- تواجده باستمرار وليس فقط وقت الحصة، إذ قد تحتاج إلى طرح سؤال عليه، كما أن تواصلك معه عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتفاعله مع منشوراتك له دلالات رائعة
- فتحه لباب المناقشات ليسمح لك بالتعبير عن نفسك وآرائك، مما يجعلك تشعر أنك مؤثر في الحصة الدراسية
منصات تقدم خدمات التدريس الخصوصي عن بعد
على الإنترنت تجد عددًا متنوعًا من الوساطة بينك وبين المدرسين، وهي تنقسم إلى قسمين أساسيين:
منصات التدريس عن بعد
دُشنت العديد منصات التدريس عن بعد خلال السنين القليلة الماضية، والتي تؤدي دور الوسيط بينك وبين معلميك، إذ تساعدك في العثور عليهم وتساعدهم أيضًا في العثور عليك، وتختلف كل منصة عن غيرها من حيث المؤهلات التي تُلزم بها المعلم لإنشاء حساب مُعلم مُوافق عليه من المنصة، وعليها يضع كل معلم سعره، اختر التخصص والسعر المناسبين لك، ولا تنسى التحقق من شهاداته وخبراته وآراء الطلاب السابقين فيه.
مواقع العمل الحر
مواقع إلكترونية تعمل كوسيط بينك كطالب خدمة تعليمية وبين المعلمين الذين يقدمون تلك الخدمة، حيث يتيح بعضًا من هذه المواقع لك طرح الخدمة التي تود الحصول عليها، وتوضيح كميتها ونطاقها الزمني وسعرها، وما أن يجد المعلمون أن الخدمة مناسبة لهم من حيث الكمية والسعر حتى يتواصلون معك مقدمين عروضهم وخبراتهم إما في التدريس جزئية من منهج ما أو المساعدة في حل الواجبات الأكاديمية.
وتوجد مواقع للعمل الحر تعمل بأسلوب مختلف، وهي أن يوضح المعلم سعره وخبراته في شكل خدمات، وتتقدم أنت إليه بطلبها، ويصبح المعلم مُطالبًا بتوضيح ما سيقدمه بالتحديد مقابل المبلغ الذي سيتلقاه، وخبراته العلمية الموثقة التي تؤهله لتقديم الدروس الخصوصية عن بعد، وخمسات هو المثال الأكثر شعبية في الوطن العربي.
وسواء كنت تفضل استخدام منصات التدريس عن بعد أو مواقع العمل الحر، فاعلم أنها تهدف إلى رضا الطرفين، وحماية حقوقهما، أنت في تلقي المادة العلمية واستيعابها، والمعلم في الحصول على مستحقاته، ولذلك ليس من المستغرب أن تسمح لك المنصة بتقييم المعلمين ليقرر الطلاب الآخرون بشأن تعاملهم مع نفس المعلم فيما بعد.
وهنا نصل إلى خاتمة المقال الذي تناولنا فيه موضوع التدريس الخصوصي عن بعد، ونأمل أنك الآن قادر على اختيار المنصة المناسبة للتعلم، ومُلم بمواصفات المعلم المحترف والمؤهل للتدريس لك، والآن ابدأ درسك القادم عن بعد، معلمك الماهر في انتظارك.
On Google News