لا يخفى على أحد الركود الحادث في القطاع العقاري في المملكة العربية السعودية هذا الركود أثر على كثير من تجار العقارات حيث انخفضت قيمة العقارات بما يفوق الـ 50% في بعض المناطق .
أدى هذا الركود إلى قيام العديد من ملاك العقارات إلى خفض الأسعار للمستأجرين المستقبليين بل و الحاليين لضمان عدم انتقالهم لعقارات أرخص ثمناً و بالرغم من ذلك لم يتجاوز آخرون هذه الصدمة و حاولوا الحفاظ على أسعار عقاراتهم دون تغيير على أمل تجاوز الأزمة دون خسائر .
في جده على سبيل المثال لا الحصر قام البعض بتخفيض القيمة الإيجارية و تقديم عروض و خصومات تتراوح بين 15-25% من القيمة الإيجارية بسبب مغادرة الوافدين . الإنخفاض في سوق عقار الرياض كان اكثر وضوحاً حيث وصل إلى 30% في بعض المناطق .
و بالرغم من تأثر العقارات السكنية إلا أن عرض استراحات للبيع و الإيجار في العديد من الأماكن اظهر تأثراً أقل في هذا القطاع من غيره من قطاعات السكنى بسبب عدم ارتباطه بالوافدين بل و ترتفع اسعاره في الأعياد و المناسبات و تعد بديلاُ أرخص من قاعات الأفراح الباهظة التكاليف.
الإرتفاع الجنوني اسعار العقارات في المملكة بشكل مطرد كان نمطاً تقليدياً يدفعه اتساع نطاق العقارات الفاخرة ذات التكاليف المرتفعة و الإحتكارات لفترة طويلة في سوق العقار و عدم و جود وعي كاف لدى المستهلكين مما شكل فقاعة عقارية كانت تنتظر ما يفجرها .
جاء قرار فرض رسوم كبيرة على الوافدين و مرافقيهم ليمثل القشة التي قصمت ظهر البعير , كان خروج الكثير من الوافدين أو مرافقيهم بسبب الرسوم التي فرضت على المرافقين مع ارتفاع الفواتير .
كل هذا دفع الكثير من الوافدين للعودة لبلادهم أو إعادة أسرهم لتوفير النفقات التي أصبحت عبئاً ثقيلاً خصوصاً مع تنصل العديد من الشركات من تحمل أي من هذه التكاليف متعللين بتوقف المشاريع و الركود الإقتصادي .
مع ذلك و كما يقال مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد فإن الكثير من السعوديين و بعض الوافدين الذين تمكنوا من الصمود حصلوا على تخفيضات إيجارية من قبل الملاك, البعض الآخر انتهز الفرصة لإستبدال مسكنه بمسكن أفضل و أسعار أقل .
و بالرغم من ذلك تبقى بعض العوامل التي لازالت تقاوم خفض أسعار الإيجار و التملك إلى الحدود المعقولة وفقاً للمتخصصين مثل ارتفاع تكاليف التمويل والاحتكارات ، و المشاكل التنظيمية، و كذلك تقديم المنح دون تقديم خدمات كافية او مناسبة بالإضافة لعوامل اقتصادية مثل ضعف القدرة الشرائية و ارتفاع تكاليف البناء وأجور العمالة و الفائدة التراكمية على القروض و بطء تنفيذ المشاريع المقدمة من وزارة الإسكان .
السعوديون أطلقوا وسم #كم_انخفضت_قيمه_اجارك بغرض تبادل المعلومات فيما بينهم حول الإيجارات في مختلف المناطق داخل المملكة , بعد سنوات من زيادة الإيجارات بشكل منتظم اصبح الكثير من المستأجرين يحصلون على تخفيضات فاجأت الكثيرين منهم بينما اشتكي البعض الآخر من تمسك الملاك بالقيمة القديمة .
اترك تعليقاً