ما هو مخطط بونزي وكيف يستخدمه المحتالون لخداعك ؟

 مخطط بونزي  Ponzi Scheme

مرة أخرى تعود عمليات الاحتيال المالي على المستثمرين إلى الواجهة ، فبعد عملية الاحتيال المالي التي قام بها تطبيق يعرف باسم الرمال البيضاء White Sands ، لا يبدو أن كثيرين قد وعوا الدرس حيث قام محتالون آخرون بعملية احتيال مشابهة عبر تطبيق يسمى هوج بول HoggPool والتي تعني حرفياً بركة الخنازير !

ما يلفت النظر هو استخدام المحتالين في كلتا الحالتين أسلوب احتيال قديم يعروف باسم مخطط بونزي Ponzi Scheme. تم صياغة مصطلح “مخطط بونزي” أو “سلسلة بونزي” أو هرم بونزي بناءً على اسم المحتال الذي يدعى تشارلز بونزي والذي نفذ عمليات احتيال واسعة في عام 1920 . وعلى الرغم من ذلك، يعود أول تسجيل لهذا النوع من عمليات الاحتيال الاستثمارية إلى القرن التاسع عشر ربما وربما يكون أكثر تقدما من ذلك. ويمكن تنفيذ مخططات بونزي على مر العقود دون أن يتم اكتشافها.

ما هو مخطط بونزي ؟

مخطط بونزي هو برنامج احتيالي يستخدم الاستثمار كحجة و غطاء لعملية احتيال منظمة . في مخطط بونزي تستخدم الأموال التي جمعت من المستثمرين الجدد لسداد الأرباح للمستثمرين الأقدم . ولإقناع الحالمين بالثراء يقدم منظمو مخططات بونزي وعوداً وردية المساهمين باستثمار أموالهم في أحد مجالات الاستثمار مثل التعدين أو الاستثمار العقاري أو بيع الهدايا الثمينة لتوليد أرباح خارقة ذات مخاطر قليلة أو معدومة.

لنأخذ مثال فمثلا يقنع المحتال زيد بالحصول على 200 دولار مقابل كل 1000دولار يستثمرها معه شهرياً ، وبالفعل يحصل زيد على الأرباح المطلوبة في الوقت المحدد وتزداد ثقته في النصاب بعد وفاءه بوعده ، هنا يتحمس زيد فيخبر عبيد بالأرباح التي حصل عليها وينقل له تجربته الحقيقية وبالتالي ينخدع عُبيد ويعطي المحتال 10 آلاف دولار ليحصل بعد شهر على 2000 دولار وهكذا تتسع الدائرة بجنون .

مالا يعرفه زيد ولا عبيد أن تلك الأرباح ليست عائد لأي استثمار بل هي جزء من أصل مالهم الشخصي أو من أموال الآخرين الذين قاموا بإيداع أموالهم !

Advertisements

متى يسقط هرم بونزي ؟

يتطلب مخطط بونزي تدفقا مستمراً للأموال ليبقى قائماً. عندما لا يتمكن المنظمون من تجنيد المزيد من الأعضاء أو عندما تقرر نسبة كبيرة من المستثمرين الحاليين سحب الأموال، ينهار المخطط. يبدأ الانهيار حينما تتوقف الدائرة عن الاتساع. وتتأخر الأرباح فيصاب المودعون بالقلق ويبدأوا في المطالبة بأموالهم في الوقت ذاته، هنا يجمع المحتال ما تمكن من الحصول عليه ويقفز من السفينة هارباً، وغالباً ما يكون أكثر الناس خسارة هم آخر من استثمر معه ومن استثمر بمبالغ كبيرة.

المتأمل للأحوال الاقتصادية في العالم من حوله لا يسعه إلا أن يفغر فاه دهشة للطريقة التي تدار بها الأمور . كأننا سقطنا في سلسلة لا متناهية من مخططات بونزي، صحيح أن الفكرة تتخذ أشكال أخرى إلا أن النتائج في النهاية واحدة وهي ضياع أموال الناس .

شركات التسويق الهرمي هي أبرز أمثلة ممارسة النصب على طريقة مشابهة لطريقة بونزي وعادة ما ينتهي فيها الأمر ليس فقط بخسارة مالك بل بتمزق الروابط الاجتماعية بين مع الأهل والأصدقاء حيث يحتال القريب على قريبه آملاً ألا يسقط في ذيل سلسلة بونزي ويخسر ماله.

Advertisements

كيف تكتشف مخطط بونزي ؟

تأتي معظم مخططات بونزي مع بعض السمات الشائعة مثل:

  1. وعود بعوائد عالية مع الحد الأدنى من المخاطر
    في العالم الحقيقي، كل استثمار يقوم به المرء يحمل معه نسبة مخاطرة. في الواقع، فإن الاستثمارات التي تقدم عوائد عالية غالباً تحمل المزيد من المخاطر. لذلك، إذا عرض عليك شخص ما استثمارا بعوائد عالية ومخاطر قليلة، فمن المحتمل أنك على وشك السقوط في فخ بونزي !
  2. عوائد ثابتة بشكل مفرط
    تواجه الاستثمارات تقلبات طوال الوقت. على سبيل المثال، إذا استثمر المرء في أسهم شركة معينة، فهناك أوقات يرتفع فيها سعر السهم، وفي أوقات أخرى سينخفض. ومع ذلك، يجب على المستثمرين دائما أن يكونوا متشككين في الاستثمارات التي تولد عوائد عالية باستمرار بغض النظر عن ظروف السوق المتقلبة.
  3. الاستثمارات غير المسجلة
    قبل التسرع في الاستثمار في مخطط، من المهم التأكد مما إذا كانت شركة الاستثمار مسجلة لدى لجنة الأوراق المالية والبورصات وهي وكالة مستقلة تابعة للحكومة مسؤولة عن تنفيذ قوانين الأوراق المالية واقتراح قواعد الأوراق المالية. كما أنها مسؤولة عن الحفاظ على صناعة الأوراق المالية وبورصة الأوراق المالية أو الهيئات التنظيمية الحكومية. إذا كانت الشركة مسجلة، فيمكن للمستثمر الوصول إلى المعلومات المتعلقة بها لتحديد ما إذا كانت شرعية أم لا.
  4. البائعون غير المرخصون
    يجب أن يمتلك المرء ترخيصا محددا أو أن يكون مسجلا لدى هيئة تنظيمية. تتعامل معظم مخططات بونزي مع الأفراد والشركات غير المرخصة.
  5. استراتيجيات سرية أو معقدة و لا تتمتع بالشفافية
    وينبغي للمرء أن يتجنب الاستثمارات التي تتألف من إجراءات معقدة للغاية بحيث لا يمكن فهمها أو مراقبتها.

وكما يبحث المستثمر عن شركة يشتري أسهمها ، يجب على الفرد التحقق من أي شخص يساعده في إدارة شؤونه المالية. وقبل الدخول في أي استثمار ، يجب على المرء أن يطلب السجلات المالية للشركة للتحقق من شرعيتها حتى لا يسقط في شراك المحتالين.

Advertisements

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة + 11 =

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.