التجارة الإلكترونية

يشهد عصرنا هذا تحولًا رقميًا كبيرًا، ما دفع بعض التجار إلى ممارسة تجارتهم عبر شبكات الإنترنت لتشهد مشاريعهم قفزات كبيرة وأرباحًا تفوق التجارة التقليدية، ويتنامى سوق التجارة الإلكترونية ويشهد حركة متزايدة نظرًا لما يتميز به من انخفاض تكاليف بدئه وإتاحته الدائمة للمستهلكين، فماذا نقصد بالتجارة الإلكترونية؟ وما أنواعها؟ وكيف يمكنك نقل تجارتك إلى التجارة الرقمية؟

ما هي التجارة الإلكترونية؟

يشير مصطلح التجارة الإلكترونية – Ecommerce إلى الشركات أو الأفراد الذين يبيعون ويشترون السلع والخدمات عبر شبكة الإنترنت وتحويل الأموال رقميًا لإتمام هذه العمليات، وفي أنواع مختلفة من قطاعات السوق المتاحة بما في ذلك الكتب والموسيقى وتذاكر الطيران والخدمات المالية وغيرهم، عبر أجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة اللوحية أو الهواتف الذكية.

وتتطور التجارة الإلكترونية يومًا بعد يوم لتسهيل حركة بيع وشراء المنتجات أو الخدمات، ويستفيد من هذه العملية المستقلون والشركات الصغيرة والكبيرة إذ يمكنهم توسيع نطاق عرض خدماتهم أو سلعتهم عبر الإنترنت مثلما سنبيّن لاحقًا.

ما إيجابيات وسلبيات التحول إلى التجارة الإلكترونية؟

يحمل التحول إلى التجارة الإلكترونية العديد من المميزات لتجارتك، لكنه كذلك لا يخلو من بعض العيوب التي سنبينها لاحقًا، تكمن إيجابيات التحول للتجارة الإلكترونية فيما يلي:

  1. الإتاحة الدائمة

بفضل التجارة الإلكترونية يمكنك جني أرباحك أو تحقيق مبيعاتك في أثناء فترة نومك، إذ يحدث هذا النوع من التجارة على مدار 24 ساعة في اليوم، وسبعة أيام في الأسبوع.

  1. وفرة السلع

تقدم المتاجر الإلكترونية مجموعة واسعة من المنتجات عبر الإنترنت أكثر مما تقدمه نظيراتها التقليدية، كذلك يوجد متاجر إلكترونية تقدم منتجات قد لا تتوفر في أي مكان تقليدي آخر.

  1. تكلفة بدء المشروع منخفضة

لا تتطلب التجارة الإلكترونية امتلاك مستودع أو موقع لتصنيع الخدمات، ولا تحتاج إلى تكاليف إنشاء واجهة محل أو تأجيره مثلما هو الحال لدى المتاجر التقليدية، لذا لا تشترط تكلفة ضخمة لبدء المشروع، بإمكانك فقط دفع التكاليف الرقمية والتي لن تكلفك الكثير.

  1. إمكانية البيع دوليًا

يمكنك من خلال التجارة الإلكترونية شحن السلع إلى العميل لأي مكان في العالم، لذا فلن تكون مقيدًا بالجغرافيا أو بمجموعة معينة من المستهلكين.

  1. سهولة إعادة استهداف العملاء

يمكنك إعادة استهداف عملائك بكل سهولة من خلال الإعلانات أو حملات التسويق الإلكترونية الموجهة أو النوافذ المنبثقة، ما يزيد من جنيك أرباحك.

مميزات التجارة الإلكترونية عديدة لكن يجب لفت الانتباه إلى بعض العيوب التي تصاحب هذا النوع من التجارة:

  1. نطاق خدمة العملاء محدود

إن كان أحد العملاء يتصفح موقعك لشراء جهاز كمبيوتر مثلًا فلن يستطيع أن يستفسر من الموظف عن ميزة معينة وأن يجعله يستفيض في شرح الفروق بينه وبين نموذج آخر، قد تتيح بعض المتاجر الإلكترونية الدردشة عبر الإنترنت مع أحد مقدمي الخدمة، لكن ليس الأمر دومًا مثاليًا.

  1. تعذر الاستلام الفوري على المنتج

عند شراء أحد العملاء من موقعك فإنه يتعين عليه الانتظار أيامًا حتى تشحن السلعة إلى منزله، وهذا شيء لا يحبذه طالب الخدمة، بعض التجار قد يقدمون خدمة التسليم الفوري في نفس اليوم لكن على سلع محدودة.

  1. عدم القدرة على معاينة المنتجات ماديًا

واحدة من أهم مساوئ التجارة الإلكترونية هي عدم قدرة المستهلك على لمس المنتج ومعاينته ماديًا، ومهما كانت دقة الصور المعروضة فهي لا تنقل المنتج كاملًا للمستهلك، هذا قد يجعل المنتج المتسلم للمستهلك غير مرضٍ لتوقعاته ما يقلل من نسبة رضاه عن المنتج والموقع، ويحدث هذا كثيرًا مثل عدم ملاءمة ملمس فستان مثلًا لتوقعات عميلة، لكن لا تنطبق هذه النقطة على الخدمات غير المادية المشمولة في التجارة الرقمية.

  1. الاعتماد على التكنولوجيا

تعتمد التجارة الإلكترونية على شبكة الإنترنت، فإذا تعطل موقع الويب مثلًا أو أوقف مؤقتًا لأي سبب فستفقد عملك طيلة هذه المدة حتى يعاود العمل.

  1. المنافسة العالية

رغم كون تكاليف إنشاء متجر إلكتروني المنخفضة تعد ميزة، إلا أنها تجعل من السهل دخول عالم التجارة الإلكترونية ومن ثم زيادة المنافسة، ما يحتم عليك أن تمتلك استراتيجيات تسويقية واعية وتحرص دومًا على تحسين محركات البحث لضمان الظهور الرقمي بالصفحات الأولى.

ما هي أنواع التجارة الإلكترونية؟

بناء على السلع أو الخدمات التي تقدمها التجارة الإلكترونية يمكن أن تعمل بعدة طرق مختلفة، فيما يلي نماذج من هذه الطرق:

من شركة إلى مستهلك (B2C)

في هذا النوع من التجارة الإلكترونية فإن الشركات تبيع مباشرة إلى المستهلك دون الحاجة إلى توزيع البضائع على وسيط، وهو النوم الأكثر شيوعًا بين الناس عند سماع مصطلح التجارة الإلكترونية.

شركة إلى شركة (B2B)

يمكن أن تبيع الشركات البضائع إلى شركة أخرى تتولى بيع البضائع إلى المستهلك، وغالبًا تكون كميات المنتجات أكبر في هذا النوع وتحتاج إلى فترات زمنية أطول.

المستهلك إلى المستهلك (C2C)

يمكن أن تعمل بعض منصات التجارة الإلكترونية على توصيل المستهلكين بالمستهلكين لعرض منتجاتهم وتنفيذ مبيعاتهم بأنفسهم، ما يجعل عملية البيع والشراء تجرى دون الحاجة إلى شركات.

المستهلك إلى الشركة (C2B)

تعد منصات العمل الحر مثالًا على هذا النوع من التجارة الإلكترونية مثل منصة مستقل أكبر منصة عمل حر في الوطن العربي، إذ يعرض المستقل خدمته لهذه الشركات مقابل عائد مادي متفق عليه.

ما هي المنصات المستخدمة في التجارة الإلكترونية؟

منصة التجارة الإلكترونية هي الأداة التي تستخدم لإدارة أعمال التجارة الإلكترونية، وتتراوح في حجمها حسب حجم الشركة، وتتضمن منصات التجارة الإلكترونية إما أسواقًا عبر الإنترنت، أو منصات من خلالها يمكنك استئجار مساحة في خدمة مستضافة على سحابة إلكترونية.

تشمل منصات سوق التجارة الإلكترونية ما يلي:

  • علي بابا-Alibaba.
  • أمازون-Amazon.
  • إيباي-eBay.

أما بالنسبة للبائعين الذين يقدمون مواقع لاستضافة منصتك التجارية بالشرق الأوسط فهم:

  • اكسباند كارت.
  • متاجر.
  • ويلت.
  • زد.
  • سلة.
  • متجري.

كيف يمكنني نقل نشاطي التجاري إلى الإنترنت؟

بعد أن استعرضنا ما هي التجارة الإلكترونية وما يميزها وأهم منصاتها، بقي سؤال مهم: كيف أبدأ نشاطي التجاري على الإنترنت؟ نستعرض أهم الخطوات اللازمة:

  1. اختر ما تود بيعه

هذه هي أول خطوة لبناء متجر للتجارة الإلكترونية وأكثرها صعوبة، وهي معرفة المنتجات التي تود بيعها، فإن كان لديك فكرة تود تطبيقها فلا بد أن تقيمها أولًا وتدرك من أين ستحصل على المنتجات وكيف ستبيعها.

  1. ادرس منافسيك وضع خطتك

بعد أن تحدد المنتج الذي ستتاجر فيه وتقيمه، حان الوقت لإجراء بحث شامل عن منافسيك في بيع هذه السلعة ووضع خطة تجعلك تتميز عما يقدمونه لتستطيع المنافسة، وكذلك كتابة خطة عملك لتجمع أفكارك وتحدد الأولويات وكيفية الوصول بكفاءة إلى العملاء المحتملين.

  1. اختر اسمًا وشعارًا وابنِ متجرك

حان الآن الوقت لإعطاء عملك التجاري اسمًا يعبر عنه وشعارًا، هذا ليس قرارًا سهلًا وسيتطلب منك البحث عن اسم وشعار مناسبين ويسهل تذكرها ومعبرين عن مجالك، وتذكر أن تحاول قدر الإمكان أن تُبقي كل شيء بسيطًا واستخدم أكبر قدر من القنوات لتسويق منتجاتك لتتمكن من النمو السريع.

  1. اختر استراتيجيتك للشحن

يمكنك الآن تحديد استراتيجيات الشحن التي ستحتاجها، وتحديد ما إذا كنت ستحتاج إلى الشحن الدولي وكيفية تقليل تكاليف الشحن.

  1. أطلق تجارتك الرقمية

بعد إطلاق مشروعك، حان الآن وقت اكتساب أول عميل والبدء في العمل الجاد وزيادة أعداد زوّار متجرك وذلك عن طريق التركيز والتوسع في أساليب جذب العملاء وزيادة الاستثمار.

وختامًا، فإن شبكات الإنترنت قد يسرت لك كل السبل لنقل تجارتك إلكترونيًا لتستمع بمميزاتها العديدة المذكورة، ولا ينقصك فقط سوى التخطيط السليم والمنظم وتحديد أي المنصات تستهدف لعرض عليها منتجك أو خدمتك، لتبدأ بعدها منافستك في المضمار الرقمي بقوة.


اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × 1 =

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading