الاحتراق الوظيفي: الأعراض – الأسباب – العلاج

 الاحتراق الوظيفي: الأعراض - الأسباب - العلاج

هل سمعت يوماً عن الاحتراق الوظيفي؟ تخيل أنك تعمل في وظيفة تحبها وتؤدي عملك فيها بشغف وتفانٍ، ولديك شعور بالرضا والتحفيز وتحقق نجاحًا كبيرًا فيها. لكن فجأة، يتغير كل شيء حيث تتغير حالتك النفسية و العامة وتصاب بالإرهاق وتشعر بأنك في حالة استنزاف دائم، فيتراجع أداءك ومستوى الرضا الوظيفي لديك.

إذا كنت تعيش هذه الظروف فربما تواجه ما يعرف بالاحتراق الوظيفي.

الاحتراق الوظيفي ( بالإنجليزية Occupational burnout)‏ هو حالة ذهنية وبدنية ونفسية يصاب فيها المرء بالإرهاق الشديد والشعور بالاستنزاف العاطفي والذهني بسبب ضغوط وتوترات بيئة العمل المستمرة. تظهر هذه المشكلة بشكل أكبر لدى المجتمعات التي تقدس العمل، ويمتد تأثيره من الأفراد إلى بيئة العمل ككل.

Advertisements

وفقاً لإحصائية أمريكية هناك نوعان من الأشخاص معرضون لخطر الإرهاق أكثر من أي شخص آخر: النساء والعمال الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما.

قال ما يقرب من نصف (48٪) الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 عاما إنهم يشعرون بالاستنزاف مقارنة ب 40٪ من أقرانهم الذين تتراوح أعمارهم بين 30 عاما وما فوق ، بينما أبلغت النساء (46٪) عن مستويات أعلى من الإرهاق مقارنة بالرجال (37٪).

تشير الدراسات أيضاً أن 1 من بين كل 3 موظفين في دول الخليج لديهم أحد علامات الاحتراق الوظيفي. لذلك فقد أصدر مجلس الصحة الخليجي دليل توعية بخصوص الاحتراق الوظيفي ومراحله وكيفية التعامل معه تحت عنوان “حط خط بينك وبين الاحتراق الوظيفي

Advertisements

يقدم الدليل معلومات عن الاحتراق الوظيفي و كيف تميز بينه وبين ضغوط العمل اليومية العادية، ويقترح حلولا للمشكلة بالإضافة لنصائح وظيفية للموظفين و المديرين. ويقترح الدليل استخدام أدوات مثل منبه بومودورو لتنظيم الوقت وتحقيق التوازن في حياتك.

علامات الاحتراق الوظيفي

مظاهر الاحتراق الوظيفي تتضمن ثلاثة مكونات رئيسية:

Advertisements
  1. إرهاق عاطفي: ينتابك شعور بالإرهاق والاستنزاف العاطفي المستمر. مع فقدان الطاقة والحماس للتعامل مع التحديات اليومية في العمل.
  2. انخفاض الشعور بالإنجاز الشخصي: ينخفض مستوى الأداء والإنتاجية. ويزداد الشعور بعدم الرضا بسبب عدم القدرة على تحقيق النجاحات الشخصية والأهداف المهنية المأمولة.
  3. شعور بالانعزال والتجاهل: يشعر المرء بكونه مستبعداً و معزولاً اجتماعياً أو في بيئة العمل وأن جهوده لا تحظى بالتقدير

أسباب الاحتراق الوظيفي

هناك أسباب متفاوتة للاحتراق الوظيفي من بين هذه الأسباب:

  1. عدم التوازن: عدم التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وساعات العمل الزائدة
  2. بيئة عمل غير داعمة: بيئة العمل الداعمة والمشجعة هامة للغاية كي لا يشعر الفرد بعدم التقدير وعدم الاهتمام بجهوده وإسهاماته.
  3. انعدام الاستقرار المهني: لاشك أن عدم وضوح الأهداف والتوجه المهني، وعدم الشعور بالتقدم والتطور في مسيرة العمل قد يدفع إلى الشعور بالإحباط والاحتراق.

علاج الاحتراق الوظيفي

لعلاج الاحتراق الوظيفي، يمكن اتباع الخطوات التالية:

  1. إدارة الوقت والتوازن: تحقيق توازن صحي بين العمل والحياة الشخصية أمر هام . ينبغي عليك تحديد الأولويات وتخصيص الوقت للراحة والاسترخاء وممارسة النشاطات لتجديد طاقتك.
  2. تعزيز الذات وتطوير المهارات: تطوير مهارتك المهنية من خلال التعليم والتدريب يمكن أن يعزز ثقتك بنفسك ويساعدك على تحقيق النجاح المهني.
  3. إنشاء بيئة عمل إيجابية: بيئة العمل الإيجابية المبنية على التواصل والتعاون والعمل الجماعي مهمة لتعزيز التقدير والتعاون المشترك. حاول جعل بيئة العمل لديك أكثر ايجابية.
  4. العناية بالصحة العقلية والجسدية: يجب أن يولي الفرد اهتمامًا كبيرًا لصحته العقلية والجسدية. يمكن للنظام الغذائي الصحي والنشاط البدني المنتظم والاسترخاء والتأمل أن يساعدوا في تقوية المقاومة النفسية والجسدية للتعامل مع الضغوط.
  5. التواصل والتعبير: من المهم التحدث مع من تثق بهم في العمل، سواء كان زميلًا أو مديرًا. كما يمكنك طلب المشورة من مختص بالصحة النفسية.

في الختام، الاحتراق الوظيفي هو تحد حقيقي لمن يمر به. الاهتمام بالصحة العقلية والجسدية وإدارة الضغوط وبناء بيئة عمل إيجابية كلها أمور يمكنها مساعدتك على تجاوز هذه الحالة واستعادة حماسك للعمل مرة أخرى.

Advertisements

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة + 1 =

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.