يصنع البلاستيك بأنواعه من قوارير و أكياس و غيرها من المكونات من مشتقات البترول لكن يبقى التخلص من المخلفات البلاستيكية أمر صعب للغاية و تحدي كبير فشلت فيه العديد من الدول بينما سنت بعض الدول القوانين للحد من استخدام الأكياس البلاستيكية على سبيل المثال و استبدلتها بالأكياس الورقية .
تحتاج بعض المخلفات البلاستيكية مثل الأكياس البلاستيكية إلى 1000 عام أحياناً كي تتحلل لصورتها العضوية في حين أن حفاضات الأطفال تتطلب مده تصل إلى 800 عام حتى تتحلل إلى صورتها العضوية بينما تحتاج الزجاجات البلاستيك عشرات آلاف السنين كي تتحلل أو قد لا تتحلل على الإطلاق مما يجعلها المصدر الأكثر تلويثاً على وجه الكرة الأرضية من بين المخلفات المنزلية .
تحدي كبير يمثله التخلص من تلك المخلفات البلاستيكية و على الرغم من أن الحل كان يكمن أمام أعيننا مباشرة إلا أن المعالجة تأخرت كثيراً .
إذا كانت تلك المخلفات مصنوعة من مشتقات البترول فلماذا لا نعيدها لصورتها الأصلية , هذا هو ما فكر فيه مخترع ياباني حيث تمكن من صناعة آلة يمكنها تحويل كيلوجرام من البلاستيك إلى لتر من الوقود . الجميل في تلك الآلة هو صغر حجمها بحيث يمكن أن تستخدم لتدوير مخلفات البلاستيك على نطاق منزلي .
تقنية اعادة التدوير تلك هذه قدمتها شركة Blest اليابانية و هي تقنية آمنة جداً لأنها تستخدم التحكم في درجة الحرارة وتستخدم سخان كهربائي بدلاً من اللهب.
والآلة قادرة على معالجة البولي ايثلين والبولي ستايرين والبولي بروبلين ولكن للأسف لا تعالج زجاجات PET . حيث يمكننا من خلال تلك الآلة المدهشة الحصول على الغاز الخام و الذي يمكن أن يعمل كوقود للمولدات أو المواقد، وإذا ما تمت معالجته يمكن أيضاً استخدامه كوقود للسيارة، القارب أو الدراجة النارية.
يستطيع كيلوغرام واحد من البلاستيك إنتاج ما يقارب لتر واحد من الوقود او النفط . لتحويل هذه الكمية نحتاج الى حوالي 1 كيلو وات ساعة من الكهرباء، أي ما يقارب 20 سنتا .
أما العيب الرئيسي في تلك التقنية يكمن في ارتفاع تكلفة الآلة حيث يصل سعر اصغر نسخة لـ 12 ألف دولار أمريكي
و بالرغم من أن العديد من البلاد العربية هي بلاد غنية بالنفط إلا ان ذلك لا يغني بكل تأكيد عن ضرورة استخدام تلك التقنيات للحفاظ على البيئة حيث يبدو استخدامها لأغراض الإستخدام التجاري في ظل دعم الوقود أمر غير مجزي في بعض البلدان.
لا يفوتنا هنا أن نذكر التجربة السورية و قبلها التجربة الفلسطينية في المناطق المحاصرة حيث دفعت الظروف الضاغطة و ارتفاع أسعار الوقود و ندرته سكان المناطق المحاصرة لإستخدام البلاستيك كبديل للوقود النفطي بطرق مماثلة للطريقة السابقة و إن كانت في بيئات أقل أمناً من الناحية البيئية و الصحية .
هي تجارب مفيدة و ملهمة لعلها تضع حجر أساس لمستقبل تصبح فيه المخلفات البلاستيكية مصدراً للثروة بدلاً من كونها مصدر خلل رئيسي في نظامنا الحيوي .