غرير العسل

لو أردنا أن نختار بطلاً من عالم الحيوان ليقوم بتمثيل أحد أفلام الإثارة فسيكون غرير العسل على رأس القائمة، فهو ذاك المحارب الصلب الذي يقف في وجه أعدائه الأكبر منه حجماً دون مهابة، و هو ذلك البطل الذي يقاتل حتى النهاية، وهو ذلك المراوغ الذي يتمكن من إصابة آسريه بالإحباط مع كل مرة يتمكن فيها من الفرار من أقفاصهم المحكمة بخطة ذكية.

غرير العسل (Honey Badger) هو نسخة كبيرة مدرعة من حيوان ابن عرس فهو يتبع نفس الفصيلة على الرغم من مظهره الأقرب للظربان وهو يمتلك قدرة الظربان على نشر رائحة كريهة عند الشعور بالتهديد لكن بجودة أقل.

يعيش الغرير في أفريقيا وجنوب وغرب آسيا وشرق إيران، أما عربياً فيوجد في جنوب العراق والسعودية وجنوب سلطنة عمان وشوهد في الصحراء المغربية، يسمى غرير العسل شعبياً الضرنبول أو جربوع الخوال.

غرير العسل أو الضرنبول

أهم ما يميز الغرير هو جلده السميك والمرن ووجهه المسطح و هي صفات تجعل منه محارب لا يشق له غبار ، فجلده السميك يتحمل اللدغات و العض و الأشواك و مرونة جلده تساعده إذا تم الإمساك به على المناورة و الإلتفاف و مهاجمة عدوه أم وجهه المسطح فيجعل الهجوم على وجهه أكثر صعوبة . أما أسنانه فهي قوية بشكل كاف لتكسير صدفة سلحفاة !

غرير العسل أشجع الحيوانات على الإطلاق

غرير العسل يبدو كظربان صغير لطيف المظهر لكن، لا تدع حجمه يخدعك فهو آكل لحوم شرير صغير، وحيوانات غرير العسل لها سمعة لكونها أكثر الحيوانات شجاعة في العالم حيث لا يتردد في قتال أشرس الحيوانات بما فيها الأسود والفهود. في كثير من الأحيان يقوم غرير العسل بسرقة طعام الأسود والفهود.

غرير العسل يواجه أسد بالغ

غرير العسل في مواجهة ثلاث لبؤات
غرير العسل يطارد ذئب

سبب تسميته بغرير العسل هو ولعه بتناول العسل حيث يهاجم خلايا العسل ويحطمها ويتناول العسل دون أن يبالي بلسعات النحل.

غرير العسل يأكل كل شيء، فمن الحيوانات والحشرات وحتى الفواكه والنباتات ، يحفر غرير العسل الجحور للحصول على الفريسة أو يصعد الأشجار العالية لمداهمة أعشاش الطيور.

يهاجم غرير العسل الأفاعي والثعابين السامة مثل الكوبرا و المامبا السوداء ويتغذى عليها وغالباً ما تفشل لدغتها في اختراق جلده السميك. وحتى إن نجحت في اختراقه قبل موتها فإنه يدخل فيما يشبه الغيبوبة ثم يستيقظ بعدها بساعات ليكمل التهام فريسته.

غرير العسل يواجه ثعبان الكوبرا المميت

غرير العسل أستاذ الهروب

يتمتع غرير العسل بذكاء كبير وموهبة نادرة في عالم الحيوان تمكنه فتح الأبواب والنوافذ والأقفال والفرار من تحت الأسوار أو استخدام الأدوات لتسلقها والفرار منها .

خطورته على البشر

في البداية لابد من الإشارة إلى أن الطريقة المثلى للتعامل مع حالات ظهور هذه الحيوانات في مناطق البشر هي الاتصال بالسلطات للتعامل معها وليس قتلها.

يمكن لغرير العسل أن يهاجم حظائر الطيور والحيوانات الصغيرة والأطفال. وبسبب سماكة جلده لا تتمكن الكلاب من إيذائه كما يمكنه تحمل ضربات المناجل والسهام والرماح ولا يكاد يوقفه إلا ضربة قوية على رأسه أو رصاصة في جمجمته وتعد رقبته وأنفه هي نقاط ضعفه الوحيدة.

مشكلة غرير العسل أن مظهره البريء لا يوحي بخطورته، وهو كما أسلفنا لا يتردد في مهاجمة كائنات أكبر منه إذا اضطر لذلك والبشر ليسوا استثناءاً ، في الحقيقة هناك فيديوهات تظهر مهاجمته لسيارة مارة في الصحراء، في الحقيقة لا يبدو هذا سلوكاً اعتيادياً لكن، ربما لفقر البيئة الصحراوية وقلة الغذاء فيها دور في ذلك.

https://www.youtube.com/watch?v=GaW0-LwE-qs

والغرير أحد الحيوانات التي يمكنها نقل داء الكلب لذا فعضته لابد من أن يتم غسلها بالماء والصابون فوراً وأخذ المصل المضاد لداء الكلب هذا بالطبع إن تركك تفلت منه!

غرير العسل لديه حاسة شم قوية للغاية بحيث يمكنه شم الفرائس الموجودة تحت الأرض مثل اليرقات وغيرها كما أنه من الممكن أن يقوم بنبش القبور.

لا يميل غرير العسل لمخالطة البشر فهو حيوان خجول وقليل الظهور ويفضل بيئته الطبيعية لهذا فإن الابتعاد عن أماكن تواجده ربما يكون حلاً أفضل استفزازه أو قتله.


اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

رد واحد على “الحياة البرية العربية (1) : غرير العسل”

  1. المحامي سعد التميمي ماجستير في القانون الدولي

    موضوع غرير العسل رائع جدا ومفيدة شكرا على المعلومات ودمتم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × 1 =

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading