هل لاحظت أن أشد الأمراض الفتاكة كثيراً ما يتم ربطها بالخفافيش ، ما هو سبب ذلك ولماذا تعد الخفافيش وعاءاً حيوياً لأشد الأوبئة ضراوة وفتكاً بالبشر ؟

البحث عن الخفافيش : لماذا تحمل الخفافيش أشد الأوبئة فتكاً ؟ 2

كلما انتشر وباء جديد يبدأ العلماء رحلة البحث عن الخفافيش ، ليس هذا من قبيل الصدفة لكن السبب هو أن بعضًا من أسوأ حالات تفشي الأمراض الفيروسية في السنوات الأخيرة قد نشأ في الخفافيش كـ السارس ، وإيبولا ، وماربورغ ، وفيروس نيباه ، وكورونا الشرق الأوسط وربما كورونا الجديد أيضاً والذي تفشى مؤخراً في الصين.

الأبحاث عن الخفافيش التي أظهرت أن استجابتها المناعية قوية للغاية ، فجهازها المناعي دائماً على أهبة الإستعداد للمحاصرة الفيروسات مما يدفع الفيروسات لتكون أكثر ضراوة أيضاً .

تؤدي العدوى الفيروسية في هذه الخفافيش إلى استجابة سريعة لطرد الفيروس من الخلايا. في حين أن هذا قد يحمي الخفافيش من الإصابة بأحمال فيروسية عالية ، إلا أنه يشجع هذه الفيروسات على التكاثر بسرعة أكبر داخل المضيف قبل أن يتم طردها مما يجعل الخفافيش مستودعًا فريدًا من الفيروسات سريعة التكاثر و القابلة للانتقال لحيوانات أخرى.

في حين أن الخفافيش يمكنها تحمل وجود فيروسات مثل هذه بشكل حميد دون أن تتأثر ، فإن انتقال فيروسات الخفافيش تلك إلى حيوانات لا تملك نظام مناعي سريع الاستجابة يجعلها تتغلب بسرعة على المضيف الجديد ، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الإصابة والوفيات.

البحث عن الخفافيش : لماذا تحمل الخفافيش أشد الأوبئة فتكاً ؟ 4

تملك الخفافيش قدرة فائقة على تجديد الخلايا ومقاومة الالتهابات

باعتبار الخفافيش هي الثدييات الطائرة الوحيدة ، ترفع الخفافيش معدلات انتاج الطاقة في جسدها أثناء الطيران إلى مستوى يضاعف ذلك الذي تحققه القوارض ذات الحجم المماثل عند الركض. في المعتاد يؤدي النشاط البدني القوي وارتفاع معدلات التمثيل الغذائي إلى تلف الأنسجة بشكل كبير نتيجة لتراكم الجزيئات الضارة . لكن يبدو أن الخفافيش لديها آليات فسيولوجية مميزة لاستبدال الخلايا التالفة بكفاءة.

هل تصدق أن بعض الخفافيش يمكن أن يعيش 40 سنة ، في حين أن القوارض من نفس الحجم قد تعيش عامين فقط ، فالقدرة الفائقة لتجديد الخلايا لدى الخفافيش هي ما يفسر عمر الخفاش الطويل .

عادة ما يكون عمر الحيوانات الصغيرة ذات معدل ضربات القلب والتمثيل الغذائي السريع أقصر من عمر الحيوانات الكبيرة ذات دقات القلب الأبطأ والتمثيل الغذائي الأبطأ ، ويفترض أن ارتفاع معدل انتاج الطاقة يؤدي إلى مزيد من الجذور الحرة المدمرة للخلايا . لكن الخفافيش فريدة من نوعها حيث تملك عمراً أطول بكثير من غيرها من الثدييات التي لها نفس الحجم .

لاحظ الباحثون أيضاً أن العديد من فيروسات الخفافيش تقفز إلى البشر عبر وسيط حيواني فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن :-

  1. وباء سارس انتقل للبشر عبر قط الزباد الآسيوي
  2. كورونا الشرق الأوسط المعروف بميرس انتقل عبر الجمال.
  3. وباء الإيبولا انتقلت عن طريق الغوريلا والشمبانزي
  4. فيروس نيباه عبر الخنازير.
  5. فيروس هندرا عبر الخيول
  6. فيروس ماربورغ من خلال القرود الخضراء الأفريقية.

ولا تتوقف تلك الفيروسات عند الحيوانات فحسب بل تظل الفيروسات شديدة الخطورة ومميتة عند القفز النهائي إلى البشر.

مزاحمة البشر للخفافيش

لا يفوتنا أيضاً إضافة أن فقدان الخفافيش لموائلها الطبيعية وكونها الثدييات الوحيدة القادرة على الطيران ، أدى أيضاً إلى مزيد من الإنتشار لها في أماكن لا يفترض أن تكون موجودة فيها ، ومع انتشارها تزداد قدرتها على نشر الأمراض على نطاق أوسع بفعل لعابها و برازها ، هذا فضلاً عن استهلاك شريحة من البشر للخفافيش كغذاء كما يحدث في بعض مناطق شرق آسيا بالطبع.

كل هذا جعل الخفافيش مرشحة لتكون الحيوانات الأكثر فتكاً بالبشر والثدييات ، في الحقيقة يبدو الأمر كما لو كانت الخفافيش تخرج لسانها وتنتقم ممن ينغصون حياتها من البشر عبر نشرها للأمراض القاتلة.

خفاش يخرج لسانه

اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

رد واحد على “البحث عن الخفافيش : لماذا تحمل الخفافيش أشد الأوبئة فتكاً ؟”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

20 − خمسة عشر =

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading