المياه شريان الحياة لجميع الأنشطة البشرية و بالرغم من وجود مياه عذبه كافية لكل إنسان على وجه الأرض إلا أن سوء توزيع الموارد و إهدار الكثير من المياه بسبب سوء الحالة الإقتصادية أو ضعف البنية التحتية يسبب وفاة العديد من الأشخاص أغلبهم من الأطفال سنوياً . وفقاً للأمم المتحدة يعاني 40% من سكان العالم من ندرة المياه فهناك 783 مليون شخص لا يحصلون على ماء نظيف .
لا يمكن النظر لمشكلات المياه دون النظر لمشكلات الصرف الصحي فكلاهما مهمين لمواجهة الأمراض و تحسين الصحة والتعليم والإنتاجية الاقتصادية للسكان.
ابتكار مصري : وحدة منزلية تعالج مياه الصرف الصحي
تعاني مصر من غياب منظومة الصرف الصحي عن العديد من القرى و المناطق النائية و المعزولة و هو ما يجعل العديد من المنازل تقوم بتصريف مخلفاتها في آبار قد تتسبب في إختلاط مياه الصرف الصحي بالمياه الجوفية . و لو أضفنا لهذا نقص المياه بسبب بناء سد النهضة الأثيوبي و تراجع منسوب مياه النيل فإن المشكلة أصبحت تقتضي حلول عاجلة .
و لحل هذه المشكلة و مشاكل إهدار المياه دون الإستفادة منها قدم المهندس وليد علي العضو فى نقابة المخترعين ومدير التسويق والانتاج بشركة ايجى كان للطاقة المتجددة والخدمات البيئية وفريقه نموذجاً لمعالجة مياه الصرف الصحي المنزلي بإستخدام وحدة منزلية صغيرة .
تمر مياه الصرف بعدة مراحل من المعالجة , في البداية يتم فصل الحمأة عن المياه و التي يمكن استخدامها لتشغيل وحدة بيوجاز لإنتاج الغاز المنزلي و الذي يمكن استخدامه لأغراض مثل تسخين المياه . و يكون الناتج الثانوي أيضاً عباره عن سماد عضوي سائل عديم الرائحة و خال من الممرضات .
تمر المياه بعدة مراحل من التنقية تبدأ بفلترتها بإستخدام فلتر رملي ثم يتم أكسدة الشوائب في خزان كبير تمر بمرحلة تنقية الماء بإستخدام النباتات المعروفة بقدرتها على امتصاص العناصر الثقيلة من الماء مثل ياسنت الماء “ورد النيل” و عدس الماء .
و في النهاية تمر المياه في المرحلة التالية حيث يتم تعقيمها و تطهيرها بإستخدام غاز الأوزون.
و يكون الناتج في النهاية مياه صالحة لصناديق الطرد المنزلية و التي تستهلك ما يقرب من 50% من المياه المهدرة عند الإستخدام المنزلي و كذلك يمكن أن تستخدم هذه المياه في ري الحدائق و نباتات الزينة و الأشجار و غسيل السيارات .
وفقاً لمبتكر المنظومة فقد أثبتت التحاليل صلاحية تلك المياه للإستخدام في الزراعة و صناديق طرد المياه و محطات غسيل السيارات و السجاد و غيرها من الإستخدامات بإستثناء الشرب و الذي يشكل نسبة ضئيلة من الإستهلاك العام.
نتائج التحليل الكيميائي للمياه الناتجة |
منظومة مصغرة
تم تطوير الفكرة حاليا لتكون ابسط بحيث ان توفر المياه للسيفون فقط بابسط الامكانيات و لتقليل التكاليف و تشجيع المواطنين على استخدام الفكرة , خصوصاً أصحاب الشقق السكنية تم تطوير نموذج مصغر منها لتكون ابسط بحيث ان توفر المياه لصندوق الطرد المنزلي فقط من مياه صرف الأحواض و حوض الإستحمام و الغسيل.
يتم تركيب تلك المحطة خارج الحمام و التي بدورها تقوم بتنقيه المياه واعادة استخدامها لملء السيفون , المحطة الواحدة بامكانها تغذية عمارة كاملة ايا كان عدد الادوار بتعديل بسيط فى ماسورة الصرف خارج الحمام وبدون اى توصيلات داخل الحمام
وفقاً للقائمين على المشروع فإن المحطة رخيصة الثمن ولاتحتاج الى تغيير فلاتر كل فترة حيث تقوم المحطة بعمل غسيل عكسى لتنظيف الشوائب بها كل فترة .
في بادرة طيبة أعلن مبتكر الوحدة تبرعه بتصميمات الوحدة الخاصة بتدوير مياه الصرف المنزلية لوجه الله لكل من يريد تنفيذها في منزله و يمكن لمن يرغب الإتصال به من خلال صفحته على فيسبوك
حقائق و تحديات متعلقة بالمياه
- يفتقر حوالي 2.1 مليار شخص إلى خدمات مياه شرب آمنة
- يفتقر 4.5 مليار شخص إلى خدمات المرافق الصحية
- يموت سنويا 340 ألف طفل بسبب أمراض الإسهال
- يعاني فرد من كل عشر أفراد في العالم من شح المياه. و90% من الكوارث الطبيعية المتصلة بالمياه
- 80% من مياه الصرف الصحي تعود إلى النظام الإيكولوجي دون أن تتم معالجتها أو إعادة استخدامها