8 نباتات خارقة يمكنها إنقاذ العالم

المنتجات النباتية جزء لا يتجزأ من مكونات الحضارة الإنسانية، وتتنوع تلك النباتات من المحاصيل الأساسية للغذاء إلى الأدوية والملبس والاحتياجات الأساسية. وبما أن البشرية تواجه تحديات التلوث ونقص الموارد، فإن النباتات قد توفر مرة أخرى حلولاً فبعض تلك النباتات خارقة بالفعل ويمكنها إنقاذ العالم حرفياً إذا تعرض لأزمة مثل أزمة القمح العالمية الحالية

نمت حضارتنا الإنسانية من خلال اثني عشر نباتا محصوليات وبعض الأدوية المستمدة من عالم النباتات. على الرغم من وجود حوالي 50،000 نوع من النباتات القابلة للأكل والاستخدام للأغراض الطبية في جميع أنحاء العالم، تشير التقديرات إلى أن 80% من السعرات الحرارية لدينا اليوم تأتي من 12 نوع فقط النباتات. في الواقع أن 50 في المائة تأتي من ثلاثة أعشاب فقط هي: القمح والذرة والأرز وهو أمر صادم حقاً.

أن ثلاثة أرباع الأدوية التي يتم استخدامها حاليا من مصادر نباتية وفطريات. ولعل أبرزها البنسلين من الفطريات. الأسبرين من الصفصاف؛ والكينين من بعض الأشجار الاستوائية.

نباتات خارقة

إذا كان البشر ينوون البقاء على قيد الحياة والحفاظ على كوكب الأرض فربما نحن بحاجة إلى البحث عن حلول جديدة قائمة على النباتات. بالطبع ستظل محاصيل مثل الذرة والأرز والقمح مهمة، خاصة مع انتاج سلالات معمرة وأكثر مقاومة للجفاف والملوحة وقابلة للتطوير – على الأرجح باستخدام جينات من الأقارب البرية.

 ولكن أي النباتات يمكنها أن تغير حياتنا للأفضل بشكل كبير؟ هذه هي قائمة بأسماء نباتات خارقة مقترحة للقيام بهذه المهمة العظيمة، لإنقاذ الحضارة البشرية من أزمة غذاء طاحنة تحيق بها.

1. القمح المعمر: قمح ينمو طوال العام

الحبوب هي الغذاء الرئيسي للبشرية: الغالبية العظمى من البشر على الأرض يأكلون إما الأرز أو القمح أو الذرة على أساس يومي، وهذه كلها محاصيل سنوية تكمل دورة حياتها في غضون بضعة أشهر، ومن ثم يجب إعادة زراعتها، وهي تتطلب مدخلات هائلة من المياه والأسمدة، وفي كثير من الأحيان مبيدات الآفات ومبيدات الأعشاب، من أجل أن تظل منتجة على نفس قطعة الأرض كل سنة.

هذه الزراعات لها عيوب فالحرث المستمر اللازم لإعادة زراعة الحبوب سنوياً يؤدي إلى تدهور التربة ببطء مع مرور الوقت ويؤدي إلى تآكلها بفعل المياه والرياح. ومع ذلك، كان العديد من مربي النباتات الحديثة يعملون بجد في السنوات الأخيرة في محاولة لإضفاء الطابع المحلي على بعض الحبوب المعمرة الموجودة في الطبيعة.

مقارنة بين القمح المعمر والقمح العادي
مقارنة بين القمح المعمر والقمح العادي – photo credit: Land Institute

القمح المعمر هو قمح خارق قيد التطوير حاليا من قبل مربي النباتات. القمح الشتوي الذي يزرع عادة هو محصول سنوي. وقد تم تطوير هذا المحصول الجديد من خلال تهجين القمح الشتوي السنوي مع العديد من أقاربه من الأعشاب المعمرة باستخدام التربية التقليدية والانتخاب.

تم تصنيع العديد من السلالات مع القمح السنوي، مما أدى إلى القدرة على إعادة النمو بعد حصاد الحبوب. ويشتمل المحصول الجديد ‘القمح المعمر’ على حوالي 75٪ من المواد الوراثية من القمح السنوي وحوالي 25٪ من عشب القمح المتوسط ​​(ثينوبيروم إنترمديوم) وغيرها من الأعشاب المعمرة.

يقود الباحثون في معهد الأراضي في سالينا، كانساس الطريق، وقد وضعت بالفعل سلالة من القمح المعمر تسمى كيرنزا، على الرغم من أنهم يقولون إن الأمر قد يتطلب بضع سنوات أخرى قبل أن يستطيع المحصول أن يحل محل القمح السنوي. لكن ترى هل ستسمح شركات الأسمدة والمبيدات والبذور كشركة مونسانتو لمثل هذه التقنية أن تنتشر؟!

2. الأزولا : غذاء رخيص للحيوانات والدواجن ومصدر للطاقة

نبات الأزولا

الأزولا هو نبات سرخسي مائي صغير عائم ينمو بشكل طبيعي في الأراضي الرطبة في جميع أنحاء العالم. سرخس الأزولا يكون في حجم الإبهام، لكنها يعتبر واحداً من أسرع الأنواع نموا على كوكب الأرض، لأنه يمكنه أن يضاعف كميتة كل يوم في المياه الضحلة الدافئة.

والسبب في ذلك قدرته على امتصاص النيتروجين في الغلاف الجوي وتحويله إلى شكل من الأسمدة الطبيعية السريعة المفعول. وقد استفاد البشر من هذه السمة لآلاف السنين واليوم فإن الأزولا قد نمت كشكل من أشكال الأسمدة العضوية وكمصدر للطاقة الحيوية وبديل مستدام للذرة وفول الصويا لاستخدامها في علف الماشية. 

3. المورينجا أوليفيرا: الشجرة المعجزة

نبات المورينجا أوليفيرا
نبات المورينجا أوليفيرا

في عام 2010، أظهر باحثون كنديون أن بذور شجرة مورينجا أوليفيرا يمكنها قتل كميات من البكتيريا كافية لـ تنقية الماء وجعل المياه الملوثة آمنة للشرب. هناك مليار شخص في البلدان النامية يستخدمون مياهاً غير معالجة وغير صالحة للشرب وإعداد الطعام والغسيل. ويقدر أن مليوني شخص، معظمهم دون سن الخامسة، يموتون كل عام بسبب الأمراض التي تسببها هذه المياه.

وتنمو أشجار المورينجا أوليفيرا على نطاق واسع في العديد من مناطق العالم وتستخدم بالفعل لأغراض الطبخ وكزيت للإضاءة وكأسمدة وكغذاء عالي الفائدة. تقريباً كل أجزاء النبات تؤكل الأوراق، الزهور، القرون والبذور.

ومؤخراً اكتشف استخدام آخر لنبات المورينجا الرائع. يمكن أن يقلل هذا النبات البكتيريا عند طحن بذوره إلى مسحوق وإضافتها إلى الماء، وتساهم المورينجا في الحد من البكتيريا بنسبة تصل إلى 99.99 في المائة كما أنها تزيل الشوائب. والجميل أنها من الأشجار التي يسهل زراعتها وتنمو بسرعة بالغة كما أنها مقاومة للجفاف للغاية.

نبات المورينجا – شجرة المورينجا معجزات و فوائد لا تحصي Moringa Tree

فوائد المورينجا : لماذا تصدر نبات المورينجا قائمة الأغذية الصحية ؟

4. الطحالب : وقود المستقبل

 الطحالب تتراوح في حجمها من الكائنات أحادية الخلية إلى عشب البحر العملاق الذي يبلغ أكثر من مائة قدم في الطول.

 مثل الأزولا، طبيعتها المائية تسمح بمعدل نمو سريع بشكل لا يصدق مما يجعلها هدفا رئيسيا للبحوث البيولوجية. بعض الأنواع صالحة للأكل، مما يجلب المغذيات الدقيقة في النظام الغذائي البشري التي تعاني من نقص في المحاصيل الزراعية الحديثة. وتزرع بعض الأنواع كسماد عضوي، في حين تستخدم بعض الأنواع الأخرى في الترشيح البيولوجي للصرف الصحي. 

ولكن إمكانات الطحالب كمصدر للوقود هو المجال الأكثر إثارة. يمكن للطحالب أن تنمو في المياه الضحلة، بل وحتى المياه المالحة، مما يجعل من الممكن انتاج الوقود في أماكن غير صالحة للزراعة. الطحالب تنمو بسرعة، ويتم حصادها أسبوعيا، وليس سنويا.

تنمية الطحالب في أنابيب
تنمية الطحالب في أنابيب

وتشير التقديرات إلى أن إنتاج 15 ألف ميل مربع من الطحالب يمكن أن تزود الولايات المتحدة بجميع احتياجاتها من الوقود – أي حوالي 1/7 من الأراضي المزروعة حالياً بالذرة في هذا البلد. وبالفعل يتم بيع بعض الطحالب لهذا الغرض، ويتوقع الخبراء أنه بحلول عام 2025 سوف يتم تنقيح هذه التكنولوجيا إلى النقطة التي سوف ينخفض ​​فيها سعر الجالون ليتجاوز تكلفة النفط.

أنواع مختلفة من الطحالب تستخدم بالفعل للأغذية كغذاء أو كمواد مالئة كما في بعض معاجين الأسنان أو كأسمدة. الطحالب وضعت في هذه القائمة لإمكاناتها كوقود حيوي جديد. وهناك أنواع مثل بوتريوكوكوس بروني Botryococcus braunii ، الطحالب الخضراء المجهرية الموجودة في بحيرات المياه العذبة في جميع أنحاء العالم، سهلة نسبيا للنمو والحصاد، وربما حتى امتصاص ثاني أكسيد الكربون من محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم.

في عام 2010، استخدمت طائرة مزدوجة الدفع لأول مرة وقود من الطحالب بنسبة 100٪ في رحلة جوية في معرض برلين الجوي. قبل عامين، أعلنت شركة رولز رويس وشركة الطيران ADZ أنها تخطط لطائرة تعمل بالوقود الحيوي والرياح والطحالب والتي سيتم بناؤها بحلول عام 2033 والتي من شأنها أن تنتج أقل بنسبة 75 في المائة من ثاني أكسيد الكربون من طائرات اليوم.

من حيث توفير الوقود بشكل عام، قد تكون الطحالب جزءا من، بدلا من الحل بأكمله. فعلى سبيل المثال، تحتاج أوروبا إلى حوالي 0.4 مليار متر مكعب من الوقود سنويا للنقل. لتزويد هذا من الطحالب تتطلب أكثر من 9 ملايين هكتار من مزارع الطحالب، وهي منطقة بحجم البرتغال.

بدلا من ذلك، يمكنك إحاطة منزلك بمزرعة من الطحالب لتنمو الطحالب الخضراء المزرقة أو السبيرولينا لتوفير الظل والأكسجين والديكور، واستكمال النظام الغذائي الخاص بك. فالمبنى المغطى بالطحالب في ألمانيا يولد ما يكفي من الوقود الحيوي لتسخين نفسه وإمدادات المياه.

تصميم أول مبنى يولد طاقته من الطحالب
تصميم أول مبنى يولد طاقته من الطحالب

5. الخيزران (البامبو) : حصاد إلى مالانهاية

نبات البامبو أو الخيزران
نبات البامبو أو الخيزران

 الخيزران أو البامبو هو على الارجح النبات الأرضي الأسرع نمواً بعض الأنواع تنمو حتى 2 إلى 3 أقدام في اليوم ليخلق بساتين ساحرة. الخيزران صالح للأكل حيث تعتبر براعم الخيرزان أو بتيلة الخيرزان غذاء صحي غني ومفيد، مفيد للبناء ويمكن استخدامه لصناعة المناديل والورق وكبديل للبلاستيك قابل للتحلل. وبطبيعة الحال، هناك العديد من النباتات الأخرى التي تحقق هذه الأغراض، ولكن الخيزران لديه ميزة كونه عشب معمر ويمكن حصاده مراراً وتكراراً دون إعادة زراعته، مما يجعله مفيداً لمشاريع إعادة التشجير لعلاج الأراضي التي تدهورت بسبب الزراعة.

6. سرخس براكن: نبات مضاد للرصاص!

8 نباتات خارقة يمكنها إنقاذ العالم! 8
سرخس براكن

إن إزالة التلوث من الأراضي الملوثة صعب ومكلف، ولكن هناك مصانع قد تكون قادرة على القيام بهذه المهمة لنا.

 بعض النباتات تنمو بشكل مدهش في ظروف سامة للأنواع الأخرى من النباتات. سرخس براكن، وهو نوع من الأعشاب التي تنمو على الأرض الملوثة في جميع أنحاء العالم، لدي هذا النوع من السراخس قدرة خارقة على النمو في التربة الملوثة بالمعادن الثقيلة، مثل الرصاص والنيكل والكادميوم والنحاس والزرنيخ.

 العلماء جربوا استخدامه لإزالة المعادن الثقيلة من المواقع الصناعية الملوثة، السرخس يمتص تلك المعادن من التربة ويخزنها في أنسجته. بعد النضج، يتم حصاد السرخس وحرقه. ويحتوي الرماد الناتج على كميات كبيرة من المعادن الثمينة التي يعاد تدويرها بعد ذلك للاستخدامات الأخرى.

7. الكستناء: محصول شجري من الأراضي الجبلية الفقيرة

الكستناء أو أبو فروة
الكستناء أو أبو فروة

الكَسْتَنَاء أو القَسْطَل أو أَبُو فَرْوَة أو الشاه بلوط مثل القمح المعمر يتمتع بإمكانية أن يكون مصدرا غذائيا أساسيا يحسن من جودة البيئة بدلا من أن يحط من قدرتها، كما تفعل معظم النظم الزراعية الحديثة. فهي أشجار هائلة تعيش منذ مئات السنين، وعلى عكس معظم محاصيل الجوز، فهي منخفضة نسبيا في البروتين ومرتفعة في الكربوهيدرات، مع تكوين غذائي يعادل تقريبا البطاطس. فالمكونات الغذائية ذات السعرات الحرارية العالية والبروتينات المنخفضة تجعلها واحدة من المكسرات الشجرية الوحيدة المناسبة كغذاء أساسي.

 في الواقع، كانت هذه الأغذية هي الغذاء الأساسي الأول في المناطق الجبلية في حوض البحر الأبيض المتوسط ​​في جنوب أوروبا حتى أوائل القرن التاسع عشر، حيث كانت تطحن كدقيق وتستخدم في الخبز. 

أشجار الكستناء تزدهر في التربة الجافة والتربة غير الخصبة في المنطقة، حيث الحبوب لا يمكن أن تزرع على نطاق واسع. وبالتالي، فإن لديها القدرة على تحويل الأراضي الزراعية الهامشية إلى غابات منتجة، مع جميع فوائد الغابات الطبيعية ودون أي من التكاليف البيئية المرتبطة بالإنتاج على نطاق واسع من الحبوب السنوية.

8. نبات الصبير (التين الشوكي) : نبات الصحراء والظروف القاسية

صبير التين الشوكي
صبير التين الشوكي

 الكمثرى الشائكة Opuntia ficus-indica أو صبير التين الهندي أو التين الشوكي هو نبات صحراوي ينمو في ظروف قاسية ويمكنه إنتاج ثمار لذيذة، ثمرة واحدة من صبار الكمثرى الشائك يمكن أن تقلل من مستويات السكر في الدم بنسبة 17٪ إلى 48٪ لدى بعض الناس. ومن غير المعروف ما إذا كان الاستخدام اليومي الموسع يمكنه باستمرار خفض مستويات السكر في الدم. كفوف التين الشوكي أيضاً قابلة للأكل بعد إزالة الأشواك وهي غذاء صحي ومفيد.

التين الشوكي أيضاً يمكنه تنقية الماء. وقد أضاف الباحثون في جنوب فلوريدا الجزء الصمغي الدبق الموجود في أوراق هذا الصبار إذا أضيف إلى المياه القذرة يمكنه قتل البكتيريا وإزالة العوالق وجعل الماء صالحاً للشرب. وتبين أن هذا النبات كان يستخدم لتنقية المياه من قبل المجتمعات المكسيكية في القرن التاسع عشر! .

يقول الباحثون إن غلي شريحة من الصبار ومن ثم إضافته إلى الماء غير النظيف من شأنه أن يوفر أرخص وأبسط وسائل تنظيف المياه في الأماكن التي لا تتوفر فيها تكنولوجيات أخرى أو لا يمكن تحمل تكاليفها.

مصادر

https://inhabitat.com/7-plants-that-may-save-the-world/
https://www.abc.net.au/radionational/programs/blueprintforliving/five-plants-that-could-save-the-world/6575264
https://phys.org/news/2010-04-common-cactus.html#jCp
https://www.smallfootprintfamily.com/20-perennial-vegetables
https://mosesorganic.org/farming/farming-topics/field-crops/perennial-wheat-shows-potential-as-a-versatile-crop/
https://pwheat.anr.msu.edu/


اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × اثنان =

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading