مصابيح الملح الصخري، تلك المصابيح ذات الإضاءة الدافئة و السطوع الهاديء و الظلال الخلابة، تتكون تلك المصابيح من الملح الصخري و تضع بداخلها لمبات إضاءة أو شموع و من أشهر أنواعها مصابيح ملح الهيمالايا.
لا خلاف إذاً على جمال تلك المصابيح و اعتبارها تحفة فنية تضاف لديكور منزلك لكن في بعض الأحيان يروج لكونها تصدر أيونات سالبة الشحنة و هي الأيونات التي اعتبرت من قبل البعض مصدراً للصحة النفسية و علاجاً لبعض المشاكل حيث تزيد من مستويات السيروتونين ، وتحسن المزاج ، واليقظة و تعلج القلق و الإكتئاب.
أيونات سالبة
قد تبدو قصة الأيونات السالبة أحد تلك القصص حول هالات الطاقة و غيرها من العلوم الوهمية ،لكنك ستفاجأ عندما تعرف أن هناك المزيد من القصة. في الواقع ، هناك المئات من الأوراق العلمية تبحث في هذا المفهوم نفسه ، وبعضها يعود إلى قرن كامل.
الفيزيائي الشهير ديريك مولر بدأ بحثاً حول موضوع مصابيح الملح الصخري في قناة Veritasium على يوتيوب قبل أن يعرج على مصداقية مسألة الأيونات السالبة ذاتها
الفكرة وراء العلاج الأيوني السالب الشحنة أساسية جدا: الأيونات الإيجابية في الهواء تجعلنا نشعر بالسوء ، والأيونات السالبة في الهواء تجعلنا نشعر بالرضا.
الآن ، نصف هذه الفكرة صحيح. هناك أيونات سالبة في الهواء. بعضها يصنع بواسطة الأشعة الكونية ، وينتقل إلى الغلاف الجوي قبل أن تنشر طاقتها إلى ذرات أو جزيئات كانت متعادلة الشحنة.
ليست الآشعة الكونية المصدر الوحيد للأيونات السالبة بل ينتجها أيضاً الإشعاع الأرضي الطبيعي و البرق و حتى رذاذ الشلالات و الأمواج .
قد تفكر: ربما هذا هو السبب في أنني أشعر بالارتياح بالقرب من الشاطئ ، أو بعد حدوث عاصفة رعدية. لن تكون أول من يعتقد ذلك. كان العلماء ينظرون في هذه الأسئلة منذ ما يقرب من مائة عام.
في دراسة واحدة ، عالج الباحثون المرضى الذين لديهم اضطراب عاطفي موسمي (SAD) مع تركيزات مختلفة من الأيونات السالبة لمعرفة ما إذا كان أي منهم يعمل بشكل أفضل من العلاج بالضوء الساطع.
تمامًا مثل العلاج بالضوء الساطع ، كان التركيز العالي للأيونات السالبة قادرًا على تقليل بعض تأثيرات الإكتئاب لدى المرضى
وفي دراسة أخرى ، أظهرت الموجودون في بيئة عالية الأيونات السالبة ردود فعل أسرع و كانوا أكثر نشاطًا. وبالمقابل عند التعرض لتركيزات عالية من الأيونات الموجبة لمدة ساعتين ، ذكر المشاركون في إحدى الدراسات زيادة القلق.
مصابيح الملح الصخري
بعد أن عرفنا أن الأيونات سالبة الشحنة هي شيء موجود فعلياً في الطبيعة . نأتي للتساؤل المهم هل هي موجودة في مصابيح الملح الصخري ؟
في الفيديو أعلاه ، عندما أخذ ديريك مصباح الملح لقياس الأيونات السالبة في معامل جامعة كالتك، فإن العلماء لم يمكنهم رصد أي أيونات سالبة تنبعث من المصباح.
علمياً هذا أمر متوقع ، فتحرير الأيونات من الملح يتطلب طاقة كبيرة جداً تفوق تلك الصادرة عن مصباح ملح بسيط .
و في الوقت التي أثبتت مصابيح الملح فشلها في إنتاج أيونات سالبة فإن هناك بلورات أخرى يمكنها تحرير مثل هذه الأيونات و هي بلورات حجر كريم باهظ الثمن يسمى التورمالين و الذي يمكن أن يكون مكلفاً حقًا في حسابك المصرفي .
لكن مهلاً وقبل أن تصاب بالإحباط هناك طرق أرخص بكثير لإنتاج تلك الأيونات السالبة منها أجهزة تنقية الهواء الأيونية و التي بالرغم من فعاليتها في هذه المهمة إلا أنها تنتج منتجاً ثانوياً ضاراً و هو الأوزون ، إنه ذلك الغاز ذو الرائحة المنعشة التي تصدر عن هذه الأجهزة و الذي يعتبر ضاراً في حالة التركيزات المرتفعة (أمر غريب حقاً أن تصدر أجهزة تنقية الهواء عادماً ضاراً أليس كذلك !) .
نتائج متضاربة
في النهاية لابد من الإشارة إلى أن نتائج الأبحاث بها الكثير من التضارب أيضاً، ففي حين أن هناك دراسات لاقتراح تأثيرات إيجابية للأيونات السالبة ، هناك الكثير من الدراسات الأخرى التي أظهرت نتائج غير حاسمة أو عدم وجود فروق ذات دلالة على الإطلاق.
إلى جانب ذلك ، حتى الدراسات التي وجدت شيئًا مفيدًا لها مشكلاتها ، خصوصًا مع أساليبها وأحجامها.
كل هذا يجعل من فكرة مصابيح الملح الصخري و حتى الأيونات السالبة ذاتها أفكاراً غير عملية أو مفيدة بالقدر الكافي لذا إذا كنت تبحث عن دفقة من هرمونات السعادة في جسدك فربما عليك بممارسة بعض الأنشطة الرياضية و التي ستمنحك جرعة لا بأس بها من الصحة النفسية و الجسدية .
اترك تعليقاً