يقع الكثير من الناس أسرى للاعتقاد الخاطئ بأن الأشخاص المحبوبين أو الأكثر شعبية هم أولئك المحظوظين الذين يولدون محبوبين بالفطرة وأن هذا يكون بسبب صفات طبيعية يولدون بها . من السهل أن تقع فريسة لهذا المفهوم الخاطيء . في الواقع الأمر خاضع لسيطرتك و لا يعدو كونه نوع من الذكاء العاطفي الذي يجيده بعض الناس .
في دراسة أجريت في جامعة كاليفورنيا، تم تقييم أكثر من 500 من الصفات على أساس أهميتها لإثارة اعجاب الناس . الغريب أن الصفات الأعلى تصنيفاً لم يكن لها علاقه بكون الشخص جذاب بشكل فطري . بدلا من ذلك، كانت أعلى الصفات الصدق والشفافية والقدرة على الفهم الآخرين.
هذه الصفات و ما يماثلها هي تمثيل لكون الشخص بارع في الجانب الاجتماعي من الذكاء العاطفي. تظهر البيانات البحثية لمركز TalentSmart أن من بين أكثر من مليون شخص فأن الأشخاص الذين يمتلكون هذه المهارات ليسوا مجرد أشخاص محبوبين بشده بل و يتفوقون أيضاً على باقي الأشخاص الذين لا يملكون هذه الصفات بهامش كبير .
بالبحث لإكتشاف مفاتيح الشخصية المحبوبة تبين أن الأفعال التالية و المنطوية على ذكاء اجتماعي هي من أفضل الأفعال و اكثرها فاعلية و هي أفعال عادة ما يقوم بها الأشخاص المحبوبين و الذين لهم شعبية كبيرة بين قرنائهم:-
العادة الأولى : دائماً يطرحون الأسئلة
اطرح الكثير من الأسئلة . الناس دائماً يحبون من يستمع إليهم , أمر بسيط مثل سؤال بغرض الإستيضاح يظهر ليس فقط أنك تستمع بل كونك مهتم أيضاً بما يقال . ستفاجأ بكم التقدير و العرفان الذي ستكتسبه بمجرد إلقاء بعض الأسئلة .
العادة الثانية : يتركون هواتفهم جانباً
لا شيء يجعل الأشخاص ينفرون مثل قيامك بكتابة الرسائل النصية اثناء المحادثة , حينما تبدأ محادثة اعطها كل تركيزك و إهتمامك و ستجد أن المحادثات تصبح أكثر إمتاعاً و تأثيراً حينما تنغمس فيها .
العادة الثالثة : صادقين و أمناء
هذه هي الصفة الأساسية لتكون شخصاً محبوباً . لا أحد يحب الزيف و الإصطناع . الناس يميلون بشكل أكبر للأشخاص الصادقين لأنهم يعلمون أنهم جديرون بالثقة . من الصعب أن تحس شخصاُ لا يمكنك تحديد ماهية مشاعره الحقيقية.
الأشخاص المحبوبين الذين يعرفون أنفسهم جيداً هم أشخاص واثقين من أنفسهم و مرتاحين لما يمثلونه . بالتركيز على ما يجعلك سعيداً فإنك تصبح شخص مثير للإهتمام أكثر من كونك تهتم بما يريد الناس ليحبوك .
العادة الرابعة لا يحكمون على الآخرين
كن شخصاً منفتحاً , كونك شخص منفتح فإن هذا يجعل الآخرين يفضلون الإقتراب منك , لا أحد يود إجراء محادثة مع شخص كون رأيه مسبقاً و لا ينوي الإستماع للآخرين .
وجود شخص منفتح أمر بالغ الأهمية في مكان العمل حيث يعني الوصول إلى أفكار جديدة و تقديم المساعدة. للقضاء على الأفكار المسبقة والحكم على الآخرين ، تحتاج إلى رؤية العالم من خلال عيون الآخرين. هذا لا يتطلب منك اعتقاد ما يعتقدون أو أن تتغاضى عن سلوكهم، الأمر ببساطه يعني أن تتغاضى عن اصدار الأحكام لفترة كافية لفهم دوافع الآخرين الحقيقية لما يقومون به .
العادة الخامسة : لا يحاولون الحصول على الإهتمام
الناس يأخذون ردود أفعال عكسية تجاه من يحاولون جذب الإهتمام . لا تحتاج أن تكون شخصاُ منبسطاً بشكل مبالغ فيه لتكون محبوباً .الناس ينفرون من أولئك الذين هم في أمس الحاجة للاهتمام. ببساطة كونك تتعامل بود و ترو هو كل ما تحتاج إليه لكسب تأييد الناس. عندما تتكلم بطريقة ودية، واثقة، وموجزة، ستلاحظ أن الناس أكثر انتباها وإقناعهم اسهل مما لو كنت في محاولة لتبين لهم أنك مهم. الناس يرتبطون أكثر بتصرفاتك و ليس بعد الأشخاص الذين تعرفهم .
حينما تحصل على اهتمام الآخرين كأن تقوم بإنجاز لافت قم بنقل بؤرة الإهتمام إلى الناس الذين عملوا بجد لمساعدتك على تحقيق هذا الإنجاز بصدق . في الحقيقة حين تولي اهتماما للآخرين و تقدر مساعدتهم فهذا يظهر أمانتك و تواضعك و هما اثنين من الصفات التي ترتبط ارتباطا وثيقا الإعجاب.
العادة السادسة : محددين في توجهاتهم و تصرفاتهم
عندما يقترب الناس منك، فإنهم يرغبون في معرفة الذي يتعاملون معه ونوع الرد الذي يمكن توقعه. لتكون متسقاً و محدداً يجب أن تكون صادقاً، ويجب عليك التأكد من أنه حتى عندما يذهب مزاجك صعودا وهبوطا فهو لا يؤثر على الطريقة التي تعامل الآخرين بها.
العادة السابعة : يستخدمون لغة جسد إيجابية
إدراكك لحركاتك وتعابير جسدك، ونبرة صوتك (والتأكد من انهم إيجابيين) يجذب الآخرين . استخدام لهجة حماسية، عدم عقد ذراعيك، والحفاظ على الاتصال بالعين، و الميل تجاه الشخص الذي تتحدث معه كلها أشكال من لغة الجسد الإيجابية التي يستخدمها الأشخاص ذوي الذكاء الإجتماعي , لغة الجسد يمكنها أن تصنع الفارق في أي محادثة . أحياناً تكون الطريقة التي تتحدث بها أهم من الحديث ذاته .
العادة الثامنة: يتركون انطباع أول جيد و قوي
الأبحاث تقول إن الأشخاص يقررون إذا ما كنت تعجبهم أم لا في خلال السبع ثوان الأولى من لقائك بهم و يقضون باقي وقت المحادثة يحاولون تدعيم أفكارهم الأوليه عنك . أمر يبدو سيئاً لكن الحقيقة هي أنه ليس كذلك دائماً لو أدركته و جعلته لمصلحتك . الإنطباع الأول أيضاً يرتبط ارتباط وثيق بلغة الجسد .
العادة التاسعة : يحييون الناس بأسمائهم
اسمك هو جزء من هويتك و يجعلك تشع بشعور رائع حينما يخاطبك به الآخرون . الأشخاص الأذكياء اجتماعياً يتأكدون من مناداة الشخص بإسمه كلما شاهدوه و ليس فقط عند التحية . وفقاً للبحوث فإن الناس يشعرون بالأهمية و القبول في كل مرة تخاطبهم فيها بأسمائهم
إذا كنت جيداً في التعرف على الوجوه ولكن لديك مشكلة مع الأسماء، يمكنك الحصول على بعض المتعة مع محاولتك تذكر أسماء الناس كنوع من ممارسة تمارين الدماغ. عندما تقابل شخص ما، لا تخشى من سؤاله عن اسمه للمرة الثانية إذا كنت قد نسيته بعد سماعه لأول مرة . سوف تحتاج إلى الحفاظ على اسمه في متناولك إذا كنت تنوي تذكر اسمه في المرة التالية التي ستراه فيها
العادة العاشرة : يبتسمون!
الناس بشكل طبيعي (ودون وعي) تنعكس عليهم لغة الجسد من الشخص الذي يتحدثون معه. إذا كنت تريد أن يتقبلك الناس، ابتسم لهم أثناء المحادثة و سيردوا لك الجميل حتى دون وعي بالإبتسام أيضاً .
العادة الحادية عشر: يعرفون متى يمكنهم مشاركة همومهم
احذر و لا تتعجل في مشاركة مشاكلك و همومك بسرعة و إلا سيتم تصنيفك كمتذمر , الأشخاص الأذكياء اجتماعياً يدركون متى يكون الوقت المناسب ليتحدثوا عن همومهم .
العادة الثانية عشر : يعرفون كيف و متى يلمسوا الآخرين (جسدياُ) !
عند لمس شخص خلال محادثة، فإنك تقوم بتحرير هرمون الأوكسيتوسين في الدماغ، وهو ناقل عصبي يجعلك تشعر بالثقة ومجموعة كبيرة من المشاعر الإيجابية الأخرى. لمسة بسيطة على الكتف، عناق، أو مصافحة ودية هي كل ما يلزم للافراج عن الأوكسيتوسين. وبطبيعة الحال لابد أن تلمس الشخص المناسب بالطريقة المناسبة لأن اللمس غير المرغوب فيه أو غير المناسب له تأثير معاكس. فقط تذكر، وبناء علاقات ليس فقط بالكلمات، ولكن أيضا من مشاعر عامة عن بعضها البعض. لمس شخص ما بشكل مناسب هو وسيلة رائعة لإظهار اهتمامك .
العادة الثالثة عشر : يوازنون بين العاطفة و المرح
الناس يميلون للأشخاص الشغوفين و الذين يقال أنه من السهل عليهم أن يكونوا جادين أو متساهلين جداً في العمل لأنهم يندمجون في بيئة أعمالهم . الأشخاص الأذكياء اجتماعياً يوازنون بين الشغف بالعمل و المتعة , في العمل يكونون جادين و لكن يتعاملون بود و مع ذلك ينهون أعمالهم في الأوقات المحددة فهم فعالين اجتماعياً لفترات قصيرة خلال العمل و يعرفون كيف يستغلون اللحظات الإجتماعية القيمة . يقللون من الثرثرة و النميمة و يركزون على التفاعلات ذات المغزى مع زملائهم . يتذكرون ما قالوه لهم بالأمس و الأسبوع الماضي و هو ما يظهر اهتمامهم برفاقهم في العمل مثلما يهتمون بالعمل ذاته .
خلاصة
الأشخاص المحبوبين هم أشخاص متفردين و لا يقدرون بثمن , فهم يتواصلون بسهولة و يعززون التناغم في العمل و يحصلون على أفضل ما لدى المحيطين بهم و يحصلون على الكثير من المتعة . اضف هذه المهارات لخزانتك و شاهد كيف ستقفز مؤشرات علاقاتك بالآخرين
تمت الترجمه بتصرف
سيرة الكاتب :
د.ترافيس برادبيري هو الحائز على جائزة المؤلف المشارك للكتاب الأكثر مبيعاً ” الذكاء العاطفي 2. 0″ وأحد مؤسسي TalentSmart، الرائد في العالم لاختبارات الذكاء العاطفي والتدريب، والتي تخدم أكثر من 75٪ من شركات فورتشن 500 . وقد ترجمت كتبه الأكثر مبيعا في 25 لغة، وتتوفر في أكثر من 150 بلدا.
اترك تعليقاً