يشتكي كثيرون من كونهم يعملون بجهد كبير ويتحملون الكثير من المشقة في أعمالهم دون أن يتلقوا مردود كافي سواء على الصعيد المادي أو المعنوي فما هي أسباب ذلك وهل يمكن علاجه؟
دعنا نتفق أننا نبحث عن المال ليجلب لنا السعادة. لكن أي سعادة ستحصل عليها إذا كان عملك لساعات طويلة بلا إجازات لتحصل على بعض الراحة وتقضي وقتاً تستمتع فيه مع أسرتك.
لا يجب على العمل أن يطمس هواياتك أو يدمر عدد ساعات نومك والتي هي أمر ضروري من أجل الحفاظ على صحتك، يا صديقي صحتك هي الدجاجة التي تبيض لك البيض الذهبي فإذا قمت بذبحها فلن تحصل على شيء ذي قيمة في النهاية.
العلاج الناجع لكل تلك المشاكل يتمثل في أن تعمل بذكاء لا بجهد، فالجهد البدني لم يكن يوماً مقياساً للنجاح بل العمل المبدع الذكي وحتى تصل إلى هذه النتيجة إليك 7 نصائح ذهبية: –
1- اجعل هوايتك هي عملك
لن تكون مبدعاً أو منتجاً أبداً في عمل تكرهه وتقضي الوقت وأنت تنظر إلى الساعة أملاً في مرور الوقت حتى تفر منه. عليك أن تختار العمل الذي تحبه حقاً، أكثر الأشخاص إبداعاً هم الذين يعملون في نطاق هواياتهم.
للأسف حينما نتحدث عن الهواية تقفز الأذهان إلى كرة القدم أو التنس أو الشطرنج إلى آخر تلك الأمور المسلية لكن ما أقصده هنا ليس الأعمال المسلية بل الأعمال التي تثير شغفك وتشحذ حواسك فتستغرق فيها ولا تكاد تشعر بالوقت وأنت تقوم بها.
ما يحدث حينما تختار هذا النوع من الأعمال هو أنك ستصبح أكثر إنتاجية وأكثر إبداعاً وأكثر بريقاً ونجاحاً. لن تشعر بثقل الوقت على الإطلاق بل ستصبح الأوقات التي تقضيها في العمل جزءاً من الأوقات السعيدة وسينعكس هذا على حياتك إيجاباً بشكل عام.
2 – تحديد الأهداف ورسم الخطط
إذا لم تكن تحدد أهدافك فأنت أشبه بسائق سيارة أجره يتجول بزبائنه في عدة أحياء ليصل إلى نقطة في نهاية الشارع كان سيصل إليها لو تحرك في خط مستقيم في الاتجاه المحدد بل قد تفشل في الوصول للمكان المطلوب نهائياً
وسواء أكان ذلك لقلة معرفتك بالطريق أو لكونك تحاول التظاهر بمظهر الممسك بزمام الأمور بعكس الواقع فالنتيجة واحدة ولن تحظى في النهاية بأي تقدير خصوصاً إذا كان عملاؤك يعرفون طريقهم جيداً.
عليك أن تقضي بعض الوقت لتحديد أهدافك ووضع خططك ورسم طريقك قبل أن تتحرك حتى لا تضيع الكثير من الوقت الثمين.
3- سن المنشار أولاً
إذا استخدمت منشار قديم يعلوه الصدأ لنشر عدة ألواح من الخشب السميك فربما تمر عدة ساعات قبل أن تنجح في الحصول على النتيجة المرجوة هذا إذا لم تسقط من التعب قبلها. فعلى الرغم من أنك قد حاولت بأقصى جهدك ولكن النتيجة كانت هزيلة تماماً.
فالحفاظ على المنشار من الصدأ كان سيعطيك أفضل نتيجة في أقل وقت ويأتي في المرتبة الثانية شحذ المنشار الصدئ وهي مهمة كانت ستحتاج منك بضع دقائق ولكنها ستوفر عليك ساعات من العمل والجهد.
من المهم أن تعلم أن النتيجة إذا لا تقاس بكم الجهد المبذول، هذه نقطة محورية في أي عمل فقد تشعر بأن جهدك ليس مقدراً بالقدر الكافي لكن الحقيقة هي أنك تهدر الكثير من الوقت في القيام بالعمل ذاته الذي يقوم به آخرون في نصف الوقت.
4- طور أدواتك.
بالعودة للمثالين السابقين فإن سائق التاكسي التائه ربما لم يكن ليضل طريقة لو كان يستخدم تقنية مثل الجي بي إس لتحديد الاتجاهات ومعرفة الطرق والأماكن بدقة. أما ذلك النجار فربما لم يكن سيستغرق دقيقة واحدة لتقطيع أخشابه لو تحمل تكلفة شراء منشار كهربائي صحيح أن التكلفة أكبر لكن كانت ستعود علية بالكثير من التوفير في الوقت و الذي يمكن أن يستخدمه في إنهاء باقي الأعمال أو حتى الجلوس لبعض الوقت مع أسرته.
5- التفويض الذكي مهم.
إذا كنت مديراً أيضاً فكونك تجهد نفسك في إعطاء التعليمات ذاتها مراراً وتكراراً وتفعل الأشياء ذاتها مع موظفيك وتقضي يومك كله تتلقى المكالمات وتقرأ رسائل البريد فهذا ليس دليل نجاح أبداً بل هو في الحقيقة فشل. فمهمة المدير هي تفويض الموظفين للقيام بمهامهم لا أن تقوم أنت بها بالنيابة عنهم وإلا فلِم تحتاج إلى موظفين؟!
6- أٌرفض بعض الأعمال.
هناك حقيقة أود إخبارك بها، أنت لم تخلق للقيام بعدة أعمال في الوقت ذاته فالبشر ليسوا متعددي المهام مثل أجهزة الكمبيوتر. قد تظن أن قبول الكثير من العمل أمر محمود يزيد من ثقة العملاء بك لكن الحقيقة هي أنه قد يؤدي إلى خفض كفاءة العمل أو قد تفشل في تسليمه في الوقت المحدد وستكون النتيجة هي تدهور ثقة العملاء وليس العكس.
عليك أن تختار العمل المناسب بالأجر المناسب والتي تدخل في نطاق تخصصك لتؤديها بكفاءة مناسبة وتنحي بعض الأعمال قليلة القيمة قليلة الفائدة، حدد أولوياتك وارفض بعض العمل الدخيل على جدول أعمالك.
7- ابحث عن التطور لا الكمال
لا أحد كامل إذا كنت من هؤلاء الذين يبحثون عن الكمال لتقديم أعمالهم فربما لن تقوم بتسليم أي عمل في النهاية لأن الكمال غاية لا تدرك، سدد وقارب وحسن وطور عملك وفي كل مرة تتمكن فيها من تطوير عملك فهذه نقطة تحسب لصالحك
اترك تعليقاً