في الآونة الأخيرة ظهر عدد من علاجات تساقط الشعر البديلة للنساء، والتي يلجأن إليها للحفاظ على المظهر الجمالي العام، حيث يعتبر من أهم الأمور التي تشغل بال أي امرأة في العالم، ومما لا شك فيه أن طريقة العلاج المختارة تتوقف على نوع الحالة ومدى تقدمها، ففي الغالب يجب استشارة الطبيب لكي يمكن الحصول على نتائج مناسبة تدوم لأطول وقت. لكننا رصدنا أكثر العلاجات سواء الطبية أو البديلة شيوعا بين النساء، وقمنا بتضمينها هذا الموضوع.
المينوكسيديل.
والمينوكسيديل هو محلول يعمل على توسيع الأوعية الدموية، ويساعد على استرخاء الأنسجة العضلية، يعرف باسميه التجاريين (روغين) و(ريجين)، حيث تم ترويجه في أول الأمر كعلاج لإرتفاع ضغط الدم، لكن غالبية المرضى لاحظوا زيادة معدلات نمو الشعر بصورة واضحة عقب تناولهم العلاج، وهو ما اعتبر من الآثار الجانبية. حتى عرف فيما بعد أن احتكاك محلول المينوكسيديل المباشر بفروة رأس المريض يعتبر محفزا لنمو الشعر.
ورغم مرور بعض الوقت على اكتشاف هذا الأمر، إلا أنه لم يتم فهم طريقة عمل المينوكسيديل لزيادة الشعر بصورة تامة، إذ يعتقد أنه يعمل على الحد من تدفق الكالسيوم خلال الأنسجة، ما يقلص من حجم ألياف الشعر، ويعمل على زيادة نموه. ولكبريتات المينوكسيديل أثرها في مساعدة أيونات البوتاسيوم على التغلغل داخل خلايا فروة الرأس، بجانب تقليل الكالسيوم المتدفق، مما يحفز الشعر على النمو من جديد.
الفيناسترايد.
فيناسترايد، أو ما يعرف تجاريا باسم (بروبيسيا) و(بروسكار)، والذي يساعد على الحد من هرمون الـ(DHT)، والذي يعد من الأسباب الرئيسية لعملية فقدان الشعر، حيث يساعد على تكونه زيادة هرمون الذكورة (التستوسيرون). ورغم أن هذا العلاج يعتبر في الأساس من علاجات (البروستاتا)، إلا أنه قد أثبت فاعلية في الحد من تساقط وفقدان الشعر، إضافة إلى نجاحه في إعادة نمو الشعر بصورة معتدلة من جديد في بعض الحالات.
كيتوكونازول.
كيتوكونازول، أو ما يعرف تجاريا باسم (نيزورال)، وقد جرى استخدامه في علاج التهابات فطرية معينة، حيث اتضح تمتعه بخصائص مضادة للأندروجينات، وهو ما يعمل على خفض معدلات إنتاج هرمون التستوستيرون من قبل المبايض والغدة الكظرية، وبفضل هذه الخصائص أمكن استخدامه كعلاج لتساقط وفقدان الشعر.
الميزوثيرابي.
استخدم الميزوثيرابي في ما مضى لعلاج الأوعية الدموية والأمراض اللمفاوية، حيث كانت نشأته بفرنسا، ثم بعد ذلك اكتشف الأطباء له عددا من الاستخدامات الأخرى القيمة، كعلاج أمراض معدية، والمساعدة في التئام الجروح، وكذلك إزالة السيلويت والدهون. كما تبين أن للميزوثيرابي أثره الفعال في الحد من تساقط وفقدان الشعر.
يكون العلاج بطريقة الميزوثيرابي عن طريق حقن فروة الشعر بتسلسل معين من الحقن، التي لا تكون مؤلمة للمريض، حيث تحتوي هذه الحقن على عدد من الفيتامينات والمعادن، وأيضا مضادات هرمون الـ(DHT). يتراوح عدد الحقن ما بين ثماني واثني عشرة حقنة، وهي حقن دقيقة للغاية، تأخذ لمرة واحدة شهريا. يمكن استخدام هذه الطريقة للجنسين، حيث تحافظ هذه الحقن على كثافة الشعر الحالية، والحد من تساقط الشعر وفقدانه في المستقبل.
وصلات تطويل الشعر.
يلجأ عدد من النساء الراغبات في الحصول على شعر أطول وأكثر كثافة إلى هذه الطريقة، حيث تتم من خلال تجديل عدد من الوصلات الصناعية أو الطبيعية في الشعر الفعلي الموجود بالرأس، ثم تتم حياكته بقطاعات صغيرة لتثبيته في الشعر الأصلي. وهي طريقة تناسب المرأة التي لديها فعليا كثير من الشعر، لأن تلك الوصلات تحتاج للشعر موجود كي تتصل به. من الجدير بالذكر ضرورة القيام بشد هذه الوصلات بصورة منتظمة، حيث من الممكن أن يؤدي الإهمال في ذلك إلى تقصيف الشعر وقلة كثافته. كذلك من الجوانب السلبية لهذه الطريقة التعرض لفقدان الشعر الدائم، نتيجة تكرار عملية ربط وإعادة شدّ تلك الوصلات من الشعر.
الشعر المستعار والباروكات.
وهي من الطرق القديمة التي تلجأ لها النساء لإخفاء فقدان الشعر، دون اللجوء إلى الأدوية الطبية أو العمليات الجراحية، خاصة في حالة تعذر أساليب زرع الشعر الأخرى. وحديثا شهدت أنواع البروكات والشعر المستعار طفرة ملحوظة، حيث لم تعد زائفة بتلك الصورة الفجة التي كانت في الماضي، كذلك فقد صارت أكثر مواكبة لصيحات الموضة العالمية. وقد يصنع الشعر المستعار من شعر إنساني حقيقي، أو من الشعر الصناعي ذو المظهر الطبيعي.
إجراء جراحة زراعة الشعر بين المميزات والعيوب
تعتبر عملية زراعة الشعر بواسطة الوحدة البصيلية من العمليات التي تستغرق يوما واحدا فقط. ووفق قرارات وزارة الصحة التركية يجب أن تجرى داخل إحدى المستشفيات أو المراكز الطبية المتخصصة. وتقوم هذه الطريقة المتطورة لزراعة الشعر على اجتزاء عدد من بصيلات الشعر الدائمة من إحدى المناطق غير المصابة، ثم زراعتها من جديد في المنطقة التي تعاني من الصلع أو تساقط الشعر وقلة كثافته. في هذا الموضوع سنتناول زراعة الشعر بطريقة الوحدة البصيلية بين المميزات والعيوب، لتكون على دراية بجميع جوانب العملية قبل الإقدام على إجرائها.
عملية زراعة الشعر بطريقة الوحدة البصيلية (FUT).
تتم عمليات زراعة الشعر بطريقة الوحدة البصيلية بعد الخضوع لإجراءات التخدير الموضعي، وتقوم هذه العملية على اجتزاء شريط شعر من إحدى المناطق المانحة غير المصابة بالصلع، والتي غالبا ما تقع في مؤخرة فروة الرأس، حيث تعتبر بصيلات هذه المنطقة من الشعر هي أكثر البصيلات الدائمة وغير المعرضة لتساقط الشعر أو فقدانه.
وبعد الحصول على تلك البصيلات يجري التعامل معها بصورة مجهرية، لتشريحها إلى الوحدات البصيلية (أو ما يعرف باسم الطعوم) المستخدمة بعد ذلك، حيث يتم تجهيز تلك الطعوم للزراعة بالمناطق المصابة بالصلع. أما المناطق المصابة، فيتم تجهيزها عن طريق حفر بعض الشقوق الصغيرة بفروة الرأس لاستقبال تلك الطعوم أثناء عملة الزراعة.
من المتوقع نمو الشعر بصورة طبيعية بعض خضوع المريض لزراعة تلك البصيلات بالمنطقة المصابة بالصلع. وتعتبر هذه الطريقة لزراعة الشعر من أسرع الطرق التي بمكنها تغطية قطاعات واسعة من المناطق المصابة في مدة قصيرة، حيث تستغرق العملية من 4 إلى 6 ساعات فقط.
مميزات طريقة الوحدة البصيلية في زراعة الشعر.
أصبحت عملية زراعة الشعر في تركيا بطريقة الوحدة البصيلية أكثر أمانا، ولا تترك آثارا جراحية على الأغلب، عند استخدام التقنيات المتقدمة، كما أن العملية تجرى تحت تأثير المخدر الموضعي بشكل كامل، أي أن المريض لا يشعر بأي ألم أثناء خضوعه للجراحة.
طريقة الوحدة البصيلية في زراعة الشعر أقل تكلفة بصورة ملحوظة عن الطريقة الأحدث التي تستخدم مؤخرا، والتي تعرف باسم تقنية اقتطاف بصيلات الشعر (FUE)، وهذا ما يجعل بعض من ليس لديهم القدرة المالية أن يلجأوا لطريقة الشريحة أو ما تعرف بـ(FUT).
كذلك كما أسلفنا يمكن بهذه الطريقة تغطية قطاعات واسعة من المناطق المصابة بفقدان الشعر خلال جلسة واحدة، كا يمكن زيادة كثافة الشعر الموجود بأعلى الرأس بالكامل في وقت قصير، ومع أن طول الجراحة يعتمد في المقام الأول على مرحلة الصلع ونوعه، إلا أن تقنية الشريحة FUT تعتبر أسرع في كل الأحوال، حيث أن أخصائي زراعة الشعر يقوم باستخراج شرائح بصيلية كاملة من المناطق المانحة، عوضا عن استخراج بصيلة تلو الأخرى.
ومن الشائع أن الطعوم المأخوذة بهذه الطريقة تدوم لمدة أطول، حيث أن هذه التقنية تتضمن إزالة بعض الأنسجة من فروة الرأس، ما يجعل ارتباط الشريحة بالمنطقة المصابة أقوى وأضمن، في حين أن كمية الأنسجة الشريانية المأخوذة في طريقة الاقتطاف البصيلي (FUE) تكون قليلة للغاية. لكن هذا لم يعد من الأمور المأخوذة في الاعتبار مؤخرا.
عيوب زراعة الشعر بطريقة الوحدة البصيلية (FUT).
التقنية الحديثة التي تعرف بالاقتطاف البصيلي (FUE) جعلت المريض بعد العملية لا يحتاج إلى رعاية طبية طويلة، إذ في بعض الأحيان يمكن غسل الشعر وتصفيفه بعد العملية بيوم واحد، والرجوع لممارسة الحياة الاجتماعية والعملية بعد مدة تصل ليومين فقط. أما طريقة الوحدة البصيلية فهي تحتاج لفترة تعافي طويلة بعض الشيء، لأنها تخلف جروحا أكبر وأعمق.
إذا أصيب المريض بجروح متقدمة خلال إجرائه العملية بطريقة FUT فإن ذلك سيترك علامات ملحوظة على فروة الرأس، حيث أن الندوب التي تتركها هذه الطريقة تكون طولية، فالجراح يعتمد على استخراج شريحة من المنطقة المانحة، مليئة بالوحدات البصيلية، لزرعها في مناطق الشقوق المجهزة بالجزء المصاب.
فترة التعافي لهذه الطريقة تكون مكلفة بعض الشيء، وذلك يرجع في المقام الأول إلى طول تلك الفترة، والطريقة المتبعة في التعامل مع الجروح الناتجة، أما في طريقة الاقتطاف(FUE) ، فيمكن إزالة الغرز الجراحية الدقيقة بعد عشرة أيام فقط من إجراء العملية.