ظاهرة جديدة ظهرت في بعض المدارس هي قيام الأطفال بطحن اقراص النعناع أو المنتوس وثقب العلبة ثم استنشاقها عبر الفم في سلوك يحاكي ما يفعله الكبار باستخدام الفيب أو السجائر، يعد هذا ظاهرة مقلقة من الناحية السلوكية وتعداه إلى مخاوف حول المخاطر المحتملة على صحة أطفال المدارس من الناحية الصحية.
أقراص النعناع غالبًا ما تُصنع من زيوت النعناع المركزة، فيما يلي نظرة عامة على المخاطر المحتملة المرتبطة بهذه الممارسة.
المخاطر الصحية لاستنشاق أقراص النعناع
حينما نتحدث هنا فنحن لا نتحدث فقط عن زيت النعناع أو المنثول والذي يعد المكون الرئيسي لتلك الأقراص لكن أيضاً عن مجموعة مكونات أخرى يتم استنشاقها مع غبار النعناع المطحون
1. مشاكل تنفسية
- تهيج المجاري الهوائية: يمكن أن يؤدي استنشاق اقراص النعناع إلى تهيج الأغشية المخاطية في الجهاز التنفسي، مما يؤدي إلى السعال، والصفير، وصعوبة التنفس.
- تقلص الشعب الهوائية: قد يسبب المنثول الموجود في النعناع تقلصًا تحسسياً في الشعب الهوائية لدى بعض الأفراد، مما يجعل التنفس صعبًا.
2. المواد السامة
- الإضافات الكيميائية: قد تحتوي مكعبات النعناع على إضافات أو مواد كيميائية يمكن أن تكون ضارة عند استنشاقها. ومن بين هذه المواد:
- عوامل النكهة: بعض النكهات الاصطناعية يمكن أن تكون سامة عند تسخينها واستنشاقها.
- المواد الحافظة: يمكن أن تؤدي المواد الكيميائية المستخدمة لزيادة فترة الصلاحية إلى آثار سلبية على صحة الرئة.
3. النيكوتين والإدمان
- محتوى النيكوتين: لا تحتوي أقراص النعناع العادية على النيكوتين لكن بعض الأنواع المخصصة للمدخنين كوسيلة للإقلاع عن التدخين تدريجياً ربما تحتوي نسبة من النيكوتين، الذي يُعد مادة شديدة الإدمان ويمكن أن يؤدي إلى الاعتماد.
- زيادة خطر استخدام التبغ: يمكن أن يزيد التعرض المبكر للنيكوتين من احتمال تطوير عادة التدخين أو استخدام منتجات التبغ الأخرى.
4. آثار قلبية وعائية
- زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم: يمكن أن تؤدي المواد المنبهة مثل النيكوتين إلى زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم، مما يزيد من خطر مشاكل القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل.
5. آثار صحية طويلة الأمد
- أمراض الجهاز التنفسي المزمنة: يمكن أن يؤدي الاستنشاق المنتظم للمواد الضارة إلى الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية المزمن أو غيرها من الحالات التنفسية طويلة الأمد.
- احتمالية تلف الرئة: يمكن أن يتسبب استنشاق أي مادة غريبة في تلف الرئة مع مرور الوقت، مما قد يؤدي إلى حالات مثل انتفاخ الرئة.
ثانيًا: مخاطر استنشاق ثاني أكسيد التيتانيوم
قد تحتوي مكعبات النعناع البيضاء، خصوصًا تلك التي تُضاف إليها نكهات أو مواد أخرى، على ثاني أكسيد التيتانيوم (TiO₂). يُستخدم ثاني أكسيد التيتانيوم عادةً كصبغة لإضفاء اللون شديد البياض وقد يُوجد في بعض المنتجات الغذائية والعلكة ومستحضرات التجميل والطلاءات ومنتجات التبغ. إليك نظرة عامة على المخاطر المحتملة المرتبطة باستنشاق ثاني أكسيد التيتانيوم.
1. الاستخدامات والوجود
- صبغة: غالبًا ما يُستخدم ثاني أكسيد التيتانيوم لخصائصه كصبغة بيضاء في منتجات متنوعة، بما في ذلك بعض أنواع التبغ أو مكعبات النعناع.
- مضاف غذائي: يمكن أيضًا استخدامه في المنتجات الغذائية كعامل تلوين.
2. المخاطر الصحية للاستنشاق
- تهيج الجهاز التنفسي: يمكن أن يؤدي استنشاق جزيئات ثاني أكسيد التيتانيوم إلى تهيج الجهاز التنفسي، مما يسبب أعراض مثل السعال وتهيج الحلق وصعوبة التنفس.
- تلف الرئة: تم ربط التعرض المطول لاستنشاق ثاني أكسيد التيتانيوم بالتهاب الرئة وتلفها. أظهرت الدراسات أن التعرض المزمن يمكن أن يؤدي إلى تليف رئوي، وهو حالة تتميز بتندب الأنسجة الرئوية.
- احتمالية مسرطنة: تصنف الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) ثاني أكسيد التيتانيوم كمادة يحتمل أن تكون مسرطنة للبشر (المجموعة 2B) عند استنشاقه في شكل غبار. تستند هذه التصنيفات إلى دراسات أظهرت زيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى الحيوانات المعرضة لتركيزات عالية من غبار ثاني أكسيد التيتانيوم.
معايير السلامة:
بينما يُعتبر ثاني أكسيد التيتانيوم آمنًا نسبياً للاستهلاك عند مستويات منخفضة -مع وجود جدل بشأن ذلك- لكن هذا لا يشمل استنشاقه. وضعت الوكالات التنظيمية إرشادات للتعرض المهني بسبب المخاطر المرتبطة بالاستنشاق.
يُشكل استنشاق مكعبات النعناع التي تحتوي على ثاني أكسيد التيتانيوم مخاطر صحية كبيرة، خاصةً فيما يتعلق بالصحة التنفسية والآثار طويلة الأمد مثل تلف الرئة وزيادة خطر الإصابة بالسرطان. إن الوعي بهذه المخاطر أمر بالغ الأهمية لمنع الممارسات الضارة بين الأطفال والمراهقين.
تشكل ممارسة طحن واستنشاق مكعبات النعناع خطرًا كبيرًا على الأطفال وتعرضهم للعديد من المخاطر الصحية، خاصةً فيما يتعلق بوظيفة الجهاز التنفسي والإدمان المحتمل. من الضروري أن يكون الآباء والمعلمون والمهنيون الصحيون على دراية بهذه الأنشطة في المدارس ومعالجتها بشكل استباقي لحماية صحة الأطفال.