لا تكن خضرياً : 6 أسباب لتجنب اتباع حمية غذائية خضرية 2

في السنوات الأخيرة تنامت الدعوات لاتباع حمية غذائية نباتية من خلال الامتناع عن تناول اللحوم ثم انبثقت منها الخضرية والتي تضيف منتجات الألبان والبيض إلى قائمة الممنوعات تماماً كهدف لها، يحظى هذا المذهب بشعبية كبيرة في بعض الدول الغربية ,وتنظم الكثير من الوقفات والفعاليات للدعوة لهذا المذهب.

تتنوع الأسباب لمعتنقي هذه الحمية الغذائية ما بين أسباب صحية أو بيئية أو عقائدية، حيث يعتقد البعض أن تجنب تناول المنتجات الحيوانية مفيد للصحة، بينما يرى البعض الآخر أن ذبح الحيوانات وتناول لحومها غير أخلاقي وفق ما يعتقده مثل الهندوس الذين يمثلون 40% من معتنقي هذا المذهب في العالم.

كما تطرف البعض لدرجة مهاجمة من يتبعون حمية غذائية منوعة أو تحتوي على اللحوم، حتى أن البعض أجبر حيواناته الأليفة كالكلاب والقطط على تناول غذاء نباتي تماماً وهو يحظى بجدل واسع حول تأثيره على صحة هذه الكائنات الآكلة للحوم بطبيعتها.

هناك فرق بين النباتيين vegetarian والخضريين vegan ، فالنباتي قد يتناول البيض واللبن والجبن بجانب الخضروات والفواكه ويبتعد عن اللحوم بينما يمتنع الخضريين عن تناول أي منتج من أصل حيواني بما في ذلك البيض والألبان ويكتفون بالأغذية النباتية فقط.

لا تكن خضرياً : 6 أسباب لتجنب اتباع حمية غذائية خضرية 4

في هذه المقالة سنركز أكثر على الحمية الغذائية الخضرية بحكم أن أغلب المشاكل الغذائية تأتي من الامتناع التام عن تناول المنتجات الحيوانية ومشتقاتها.

فوائد النظام الغذائي الخضري

أظهرت العديد من الدراسات أن النظام الغذائي النباتي يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وداء السكري من النوع 2 ، والسمنة ، ومرض الكبد الدهني غير الكحولي.

هذه الفوائد غالباً ما يتم التركيز عليها لدى من يروج لهذه الحمية الغذائية النباتية لكن نادرا ما يتم تسليط الضوء على التداعيات الصحية السلبية لها ، وقد يرتبط النظام النباتي بآثار صحية سلبية بسبب نقص التغذية.

عيوب النظام الغذائي الخضري

النظام النباتي بنتائج صحية ضارة ، وهي ضعف الجهاز العصبي والهيكل العظمي والجهاز المناعي ، واضطرابات الدم ، وكذلك مشاكل الصحة العقلية بسبب احتمال حدوث عجز في المغذيات الدقيقة والمغذيات الكبيرة.

1. مشكلة نقص التغذية:

أحد المشاكل الرئيسية المرتبطة بالحمية الخضرية هو احتمال نقص التغذية. توفر المنتجات الحيوانية، مثل اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان، أغلب العناصر الغذائية الأساسية والتي تكون بكميات أكبر أو أسهل في الامتصاص في الأغذية النباتية مثل فيتامين ب12 وأحماض أوميغا 3 الدهنية والحديد والزنك.

  • نقص فيتامين ب 12: يوجد فيتامين ب 12 بشكل أساسي في الأطعمة الحيوانية، والخضريون أكثر عرضة لخطر النقص لأن أغلب الأطعمة النباتية لا تحتوي على هذا الفيتامين بشكل طبيعي أو بكميات كافية. فيتامين ب12 مهم لإنتاج خلايا الدم الحمراء وعمل الجهاز العصبي ومقاومة الأمراض الخبيثة. يجب على الخضريين التفكير في تناول مكملات فيتامين ب12 أو تناول الأطعمة المدعمة بفيتامين ب12 مثل الحليب النباتي أو حبوب الإفطار.
  • خطر الأنيميا بسبب نقص الحديد: لا يمتص الجسم مصادر الحديد النباتية (الحديد غير الهيمي) بسهولة مقارنة بالحديد من المصادر الحيوانية (حديد الهيم). على الرغم من أنه يمكن الحصول على الحديد من الأطعمة النباتية مثل البقوليات والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور، إلا أنه من المهم استهلاكها جنبًا إلى جنب مع الأطعمة الغنية بفيتامين C لتعزيز امتصاص الحديد. قد تكون مكملات الحديد ضرورية، خاصة بالنسبة للنساء اللاتي لديهن احتياجات أعلى من الحديد.
  • ضعف وهشاشة العظام بسبب نقص الكالسيوم: الكالسيوم ضروري لصحة العظام ووظائف الجسم الأخرى. في حين أن منتجات الألبان هي المصادر الأكثر شيوعًا للكالسيوم، يمكن للخضريين الحصول على الكالسيوم من مصادر نباتية مثل بدائل الحليب النباتية المدعمة والتوفو والتيمبيه والخضروات الورقية الخضراء (مثل اللفت والقرنبيط) والتوفو الغني بالكالسيوم. يمكن أيضًا تناول مكملات الكالسيوم إذا كان المدخول الغذائي غير كافٍ.
  • خطر الإكتئاب بسبب نقص الأحماض الدهنية أوميغا 3: توجد أحماض أوميغا 3 الدهنية، وخاصة EPA وDHA، بشكل أساسي في الأسماك الدهنية. توفر المصادر النباتية للأوميجا 3، مثل بذور الكتان وبذور الشيا وبذور القنب والجوز، نوعًا من أوميغا 3 يسمى ALA، والذي يحتاج الجسم إلى تحويله إلى EPA وDHA. ومع ذلك، فإن عملية التحويل هذه غير فعالة في معظم الأفراد. قد يفكر الخضريون في تضمين مكمل أوميغا 3 المعتمد على الطحالب لضمان تناول الكمية الكافية.
  • مشاكل الغدة الدرقية بسبب نقص اليود: اليود مهم لوظيفة الغدة الدرقية ويوجد عادة في المأكولات البحرية والملح المعالج باليود. يجب على الخضريين الذين لا يستهلكون الملح المعالج باليود والأعشاب البحرية التأكد من حصولهم على اليود من مصادر بديلة مثل بدائل الملح المعالج باليود أو المكملات المعدة خصيصًا للنباتيين.
  • ضعف المناعة بسبب نقص الزنك: يشارك الزنك في عمل الإنزيمات وجهاز المناعة بالجسم. في حين أن مصادر الزنك النباتية تشمل البقوليات والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور، فإن التوافر الحيوي للزنك من الأطعمة النباتية أقل بسبب وجود مادة الفيتات التي تمنع امتصاص الزنك. يجب على الخضريين التأكد من تناول كمية كافية من الزنك من خلال مصادر الغذاء أو تناول المكملات الغذائية إذا لزم الأمر.
  • بروتين أقل : الخضريون يستهلكون بروتين أقل مقارنة بمجموعات النظام الغذائي الأخرى، خاصة في الحالات التي يكون فيها استهلاك البقوليات والبذور والجوز محدودا . يستهلك النباتيون أحماض أمينية أساسية أقل من غير النباتيين، كما أن البروتينات النباتية أقل قابلية للهضم بنسبة (50-70٪) من البروتينات الحيوانية ، وقد تقلل طرق معالجة الأغذية مثل التسخين من قابلية الهضم. وفقا لمنظمة الصحة العالمية ، تعتبر البروتينات الحيوانية بروتينات كاملة ولها قيمة بيولوجية أعلى.

2. مشكلة عدم تقبل الخضروات كغذاء وحيد:

لا تكن خضرياً : 6 أسباب لتجنب اتباع حمية غذائية خضرية 6

من الصعب إنكار أن اللحوم ومنتجات الألبان والبيض والسمك تتمتع بنكهة مميزة وغنية يصعب الحصول عليها في حالة الأطعمة النباتية.

  • نكهة الأومامي:
    غالبًا ما تحتوي الأطعمة الحيوانية على مستويات عالية من نكهة غذائية تسمى الأومامي، وطعم الأومامي هو الطعم الخامس الذي تميزه حلمات التذوق في ألسنتنا إلى جانب الحلو والحامض والمالح والمر . الأطعمة الغنية بالأومامي، مثل اللحوم والأسماك والجبن، توفر نكهة لذيذة ومرضية عميقة يصعب تكرارها بشكل كامل باستخدام مكونات نباتية فقط.
  • كيمياء طهي مختلفة:
    كيمياء الطهي تختلف بين اللحوم والخضروات، على سبيل المثال يقوم تفاعل ميلارد، وهو تفاعل كيميائي يحدث عندما يتم تسخين البروتينات والسكريات الموجودة في الأنسجة الحيوانية والألبان و الأسماك لدرجة حرارة معينة، يلعب هذا التفاعل دور هام في خلق نكهات وروائح معقدة ولذيذة يصعب تكرارها خصوصاً مع إضافة العديد من المكونات خلال عملية الطهي.
  • الدهون الطبيعية:
    غالبًا ما تحتوي الأطعمة غير النباتية على مستويات أعلى من الدهون الطبيعية، مما يساهم في غناها وملمسها اللذيذ. يمكن للدهون تعزيز الإدراك للنكهات، وإضافة نعومة، وتوفير ملمس مرضٍ للأطباق. على الرغم من وجود دهون نباتية مثل الأفوكادو والمكسرات، إلا أنها قد لا تكون دائماً قادرة على تكرار نفس التجربة الكريمية واللذيذة التي توفرها الدهون الحيوانية.
  • محسنات النكهة:
    غالبًا ما يتم استخدام محسنات النكهة مثل الحساء والمرق والصلصات المصنوعة من لحوم و جيلاتين عظام الحيوانات أو المأكولات البحرية في الأطعمة غير النباتية، والتي توفر انفجارًا مركزًا من الأومامي والنكهات الشهية. تضيف هذه المحسنات عمقًا وتعقيدًا للأطباق، مما يرفع طعمها إلى مستوى أعلى.

3. يصعب اتباعها في حالة وجود حالة صحية أو مرضية تمنع ذلك:

قد يجد الأفراد الذين يعانون من ظروف صحية معينة صعوبة في تلبية احتياجاتهم الغذائية من خلال اتباع نظام غذائي نباتي. على سبيل المثال، قد يواجه الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات معينة في الجهاز الهضمي أو مشاكل سوء الامتصاص صعوبة في الحصول على العناصر الغذائية الكافية من المصادر النباتية وحدها. في مثل هذه الحالات، قد يكون من الضروري اتباع نظام غذائي متوازن يتضمن المنتجات الحيوانية للحفاظ على الصحة المثالية.

الحساسية وعدم تحمل الطعام يمكن أن تحد بشكل كبير من الخيارات الغذائية. في حين أن النظام النباتي يقضي على العديد من مسببات الحساسية الشائعة مثل منتجات الألبان والبيض، فإن الأفراد الذين يعانون من الحساسية تجاه البقوليات أو المكسرات أو الغلوتين قد يجدون صعوبة في تلبية متطلباتهم الغذائية من المصادر النباتية فقط.

4. الشعور بالإقصاء والعزلة في مجتمعات متنوعة الغذاء:

يلعب الغذاء دورًا مهمًا في التفاعلات الثقافية والاجتماعية. تعتمد العديد من المأكولات التقليدية بشكل كبير على المنتجات الحيوانية، وقد يؤدي التخلي عنها تمامًا إلى الشعور بالإقصاء أو العزلة في البيئات الاجتماعية. ومن الأهمية بمكان النظر في تأثير النظام النباتي على الهوية الثقافية للفرد والعلاقات الاجتماعية.

5. القيود الاقتصادية في بعض البلدان:

النظام الغذائي النباتي، وخاصة النظام الغذائي الغني بالمنتجات الطازجة والمنتجات النباتية البديلة للحوم ومشتقات الألبان، يمكن أن يكون مكلفًا في بعض البلدان. بالنسبة للأفراد ذوي الميزانية المحدودة أو الذين يعيشون في مناطق ذات وصول محدود إلى الخيارات النباتية بأسعار معقولة، فإن اعتماد نظام غذائي نباتي قد يكون مرهقًا ماليًا وغير واقعي.

6. اضطراب هوس الطعام الصحي (الأورثوريكسيا)

وجدت الدراسات أن النباتيون أكثر عرضة للإصابة بالأورثوريكسيا أو اضطراب هوس الطعام الصحي ، تناول طعام صحيّ عادة جيدة، ولكن الهوس بهذا الأمر قد يصيب البعض باضطرابات في النظام الغذائي. كالنقص المفرط في الوزن و مشاكل سوء التغذية وغيرها من الاضطرابات الخطيرة.

ختاماً: من الضروري الاعتراف بأن النظام الخضري هو نظام غذائي متطرف قليلاً وقد لا يكون مناسبًا للجميع بسبب الظروف الفردية والاعتبارات الغذائية والعوامل الثقافية والتفضيلات الشخصية التي قد لا تجعل منه الخيار الأمثل.

مصادر تم الإطلاع عليها
The Impact of a Vegan Diet on Many Aspects of Health: The Overlooked Side of Veganism – PMC (nih.gov)
Extreme Vegan Diets Can Be Very Bad For You. A Nutritionist Explains Why : ScienceAlert


اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

11 − 2 =

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading