الأمن السيبراني هو مجموعة من الإجراءات والتدابير التي تتخذ لحماية أنظمة المعلومات والشبكات الإلكترونية من التعرض للهجمات الإلكترونية والتهديدات السيبرانية المختلفة. أصبح تعزيز الأمن السيبراني من الإجراءات الحيوية في زماننا هذا مع تزايد الاعتماد على التقنيات الرقمية وتطور الاتصالات عبر الشبكة العنكبوتية .
هجمات سيبرانية:
في عام 2017، انتشرت برمجية الفدية (Ransomware) المعروفة باسم WannaCry بشكل واسع، والتي أصابت عددًا كبيرًا من الأجهزة الحاسوبية في جميع أنحاء العالم. تشفير البرمجية الخبيثة الملفات على الأجهزة المستهدفة وطلب فدية مالية لفتحها. تأثرت العديد من المستشفيات والشركات والمؤسسات الحكومية، مما أدى إلى خسائر مالية ضخمة وتعطيل العديد من الخدمات الحيوية.
هجوم Equifax هو مثال آخر ففي عام 2017 أيضاً ، تعرضت شركة Equifax، وهي إحدى وكالات تقييم الائتمان الرئيسية في الولايات المتحدة، لاختراق سيبراني. تم سرقة معلومات شخصية حساسة لنحو 147 مليون مستخدم، شمل ذلك أرقام الضمان الاجتماعي وتواريخ الميلاد وعناوين البريد الإلكتروني. تسبب هذا الهجوم في تسرب بيانات كبير وتعرض ملايين الأشخاص لخطر الاحتيال الإلكتروني وسوء استخدام هوياتهم .
طرق تعزيز الأمن السيبراني
الهجمات السيبرانية صارت تحدي كبير بين ثنايا العالم الرقمي حيث يحاول المخترقون الوصول إلى المعلومات ال المهمة و الحساسة أو التلاعب بها . وتتراوح الهجمات ما بين هاكرز أو متطفلين فرديين أو مدعومين من بعض الدول أو المجموعات لأغراض مثل سرقة البيانات لاستخدامها لسرقة الأموال أو الابتزاز أو التخريب.
ولضمان عدم التعرض لهذا النوع من الهجمات ينبغي دائماً اللجوء إلى اتخاذ تدابير فعالة لضمان تعزيز أمن المعلومات للأفراد والمؤسسات.
تشمل طرق تعزيز الأمن السيبراني للمؤسسات:
- توعية وتدريب العاملين بالمؤسسة : نشر التوعية والتدريب الجيد هما أولى خطوات تحقيق الأمان السيبراني. من المهم وجود خلفية جيدة لدى المستخدمين والموظفين حول المخاطر السيبرانية وكيفية تجنبها . يمكن الاستعانة ببعض المؤسسات التي تقد برامج تدريبية منتظمة للتعريف بأحدث طرق شن تلك الهجمات وكيفية الوقاية منها.
- تحديث برامج وأنظمة المؤسسات: هناك فكرة خاطئة حول كون التحديثات أمر اختياري وأنها مهمة فقط بتحسين الأداء ويمكن تجاهلها إذا كانت الأنظمة والبرامج تعمل بشكل جيد ، لكن الحقيقة هي أنه يجب تحديث البرامج والأنظمة الحاسوبية بشكل منتظم ، حيث تساهم التحديثات الأمنية في سد ثغرات الأمنية البرامج والأنظمة وتقليل فرص الاختراق.
- استخدام كلمات مرور قوية: ينبغي استخدام كلمات مرور قوية ومعقدة لجميع الحسابات الإلكترونية وتغييرها بانتظام. من المفيد جعل النظام يرفض انشاء كلمات المرور الضعيفة ابتداءاً، يجب استخدام كلمات مرور تحتوي على مزيج من أحرف كبيرة وصغيرة (في حالة استخدام الأبجدية اللاتينية) وأرقام ورموز خاصة.
- تشفير المعلومات والبيانات: من المهم تشفير المعلومات الحساسة والبيانات الهامة لحمايتها من الوقوع في أيدي المخترقين . يفضل لهذا الغرض استخدام تقنيات تشفير متقدمة لضمان سلامة البيانات خلال عمليات النقل والتخزين.
- استخدام جدر الحماية وبرامج مكافحة البرمجيات الخبيثة: من الضروري تثبيت برامج مكافحة البرمجيات الخبيثة وجدار الحماية الناري (Firewall) على الأجهزة الرقمية. تساعد هذه البرامج على اكتشاف ومنع البرامج الضارة مثل الفيروسات وأحصنة طروادة والهجمات السيبرانية المختلفة.
- استخدام نظم مراقبة الشبكة: يجب مراقبة الشبكة باستمرار للكشف عن أي أنشطة غير مشروعة أو مشبوهة. يمكن استخدام أنظمة الكشف عن التسلل (Intrusion Detection Systems) وأنظمة إدارة الحوادث والأحداث (Security Information and Event Management Systems) لمراقبة ورصد والتنبيه من النشاطات السيبرانية غير المصرح بها على الشبكة.
هناك العديد من التحديات التي تواجه الأمن السيبراني ومنها:
- تطوير تهديدات جديدة: التطور السريع لتكنولوجيا الاختراق، تجعل من ظهور تهديدات سيبرانية جديدة وأكثر تطورًا أمراً حتمياً. لذلك يجب أن يبقى الأمن السيبراني متجددًا ويواكب التحديات الجديدة والتهديدات الناشئة.
- قلة المهارات : يعاني قطاع الأمن السيبراني من نقص كبير في المهارات والخبرات اللازمة لمكافحة التهديدات السيبرانية. .
- التحديات المستقبلية: مع التطور المستمر للتكنولوجيا، سيتواجه الأمن السيبراني بتحديات جديدة. مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وإنترنت الأشياء، والتي تجعل حماية البيانات أكثر مكابدة.
باختصار، تعزيز الأمن السيبراني ضروري لحماية الأنظمة والشبكات من الهجمات والتهديدات الإلكترونية، يجب الاستثمار في التوعية والتدريب وتحسين الكفاءات الفنية للتصدي للتهديدات السيبرانية المستقبلية.
اترك تعليقاً