ما هو التوقيت الصيفي

ما هو التوقيت الصيفي؟

في كل عام يثير استخدام هذا التوقيت الكثير من الجدل في البلدان التي تطبقه فما هو التوقيت الصيفي وما هي مميزاته وعيوبه؟

التوقيت الصيفي ( يشار له اختصاراً DST وتعني وقت توفير ضوء الشمس Daylight Saving Time) هو عملية تقديم عقارب الساعة بساعة واحدة قد تبدأ في فصل الربيع أو الصيف، وذلك لتحقيق الاستفادة من ساعات النهار الإضافية التي توفرها تلك المدّة من السنة، حيث يبدأ النهار في الصيف مبكراً وينتهي في وقت متأخر من المساء، يرى المؤيدون لهذه الممارسة أنها قد تساعد على تقليل استهلاك الطاقة المستخدمة في الإضاءة خلال ساعات النهار الإضافية.

تم اقتراح فكرة التوقيت الصيفي أو تقديم عقارب الساعة للمرة الأولى من قبل بنجامين فرانكلين في عام 1784 ، ولكن لم يتم تبنيها على نطاق واسع حتى القرن العشرين. خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية ، نفذت العديد من الدول التوقيت الصيفي من أجل الحفاظ على الموارد للجهود الحربية.

بنجامين فرانكلين كان أول من طبق التوقيت الصيفي
بنجامين فرانكلين كان أول من طبق التوقيت الصيفي

ما هي الدول التي تستخدم التوقيت الصيفي ؟

يطبق التوقيت الصيفي في أقل من 40% من بلدان العالم حالياً، يستخدم التوقيت الصيفي على نطاق واسع في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا و معظم أوروبا واستراليا أما عربياً فلا يطبق حالياً سوى في وفلسطين ولبنان ومصر التي ستعيد تطبيقه بعد انقطاع لأكثر من 6 سنوات متتالية.

وعادة ما تختلف تواريخ بدء وانتهاء التوقيت الصيفي في هذه الدول، وذلك يعود إلى اختلاف المناخ وظروف الإضاءة في كل دولة لكنه في المعتاد يطبق في فصل الربيع ثم يوقف في فصل الخريف من كل عام.

خريطة الدول التي تستخدم التوقيت الصيفي
خريطة الدول التي تطبق التوقيت الصيفي المصدر

سلبيات التوقيت الصيفي تغلب إيجابياته

يرى المؤيدون أن التوقيت الصيفي يجعل ساعات النهار والضوء أطول وبذلك سيشجع هذا الناس على قضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق والانخراط في العمل والأنشطة البدنية كما يرون أيضًا أنه يقلل من استهلاك الطاقة ومعدلات الجريمة. لكن الدراسات المعاصرة أظهرت أنه لا يفي بهذا الغرض في العالم الحديث ولا يتأثر به سوى في البلدان المتعطشة للضوء عند القطب الشمالي.

من عيوب في التوقيت الصيفي أنه يمكن أن يعطل انتظام الساعة البيولوجية ويؤثر على دورة النوم والاستيقاظ ومن ثم يحتاج الناس إلى عدة أيام للتأقلم مع هذا التغير مما قد يؤدي إلى الإرهاق وانخفاض الإنتاجية والأخطاء في بعض الوظائف الحساسة وقد وجدت دراسة في عام 2016 أنه قد يؤدي لازدياد حوادث السيارات المميتة خاصة في يوم تغيير التوقيت.

يمكن أن يتسبب التوقيت الصيفي أيضًا في حدوث ارتباك وأخطاء في الجدولة والسفر، حيث لا تلتزم جميع البلدان والدول بالتوقيت الصيفي لذلك من المهم عند السفر أن تتأكد ما إذا كانت الدولة التي ستسافر لها تستخدم التوقيت الصيفي أم لا.

في الحقيقة فإن أحد استطلاعات الرأي الأوروبية أثبت أن الأوروبيون يرغبون في إلغاء التوقيت الصيفي بأغلبية كاسحة تتجاوز 84% في المتوسط وخصوصاً شعوب شمال أوروبا .

ختاماً، إن التوقيت الصيفي ممارسة موجودة منذ أكثر من 100 عام لدى بعض البلدان، لكن اليوم صار استخدامه مثار جدل كبير، ففي حين أنه يمكن أن يوفر فوائد مثل ساعات نهار أطول، فإن كثيرون يشككون في فوائده وما قد يكون له من آثار سلبية على الصحة و النوم والإنتاجية كما أنه قد سبب بعض الأخطاء والارتباك في المواعيد الهامة وهو ما جعل كثيرين يرفضونه ويرغبون في إلغاءه كما أثبتت استطلاعات الرأي الأوروبية.


اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد + خمسة =

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading