منذ قديم الأزل عرف البشر المقامرة و المراهنات ثم جاء الإسلام وحرمها بسبب تأثيرها السيء على المجتمعات و الأفراد، بصفة عاملة لم تكن المقامرة سلوكاً شائعاً في المجتمعات المسلمة بقدر كبير كالمجتمعات الغربية حتى المجتمعات غير الملتزمة بتعاليم الإسلام كانت كلمة قمار كفيلة بوصمة الاجتماعية تلحق العار بمن يُعرف أنه يمارسها ولم تكن منتشرة سوى بين طبقات محددة وفي أماكن محددة أو في السر .
لكن مع تطور التكنولوجيا، وظهور تطبيقات الهواتف التي لا تعترف بالهويات الثقافية أو الحدود أصبح الوصول إلى شرائح جديدة من المجتمعات المسلمة أكثر سهولة من أي وقت مضى فظهرت تطبيقات للمقامرة تحت مسميات مختلفة وأقنعة مضللة كالربح أو الاستثمار أو المضاربة في الذهب والعملات العادية والرقمية أو حتى اللعب واللهو البريء.
الكل يحب المال السهل والسريع وهذا هو ما توفره تطبيقات المقامرة تلك أو بمعنى أصح ما تدعي أنها توفره، حيث تسمح تلك التطبيقات للشباب بالمقامرة وهم مرتاحون في منازلهم بعيداً رقابة الأهل وأعين مستغلة جهلهم بأصول الدين وأصول الاستثمار والربح ليقعوا فريسة سهلة لخداع تلك التطبيقات.
خيانة المؤثرون
في كثير من الأحيان يلجأ القائمون على هذه التطبيقات إلى استخدام مكثف للإعلانات وعرض مبالغ مالية يسيل لها لعاب المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي مقابل الترويج لتلك التطبيقات مستغلة ثقة الجمهور بهم، وقد أدى ذلك إلى زيادة مهولة في عدد الشباب الذين يستخدمون تطبيقات المقامرة تلك بسبب ثقتهم العمياء في هؤلاء الأشخاص الذين لا يهتمون سوى بتعظيم أرباحهم ولو على حساب من وثقوا بهم.
صندوق سكينر
تلجأ تلك التطبيقات لحيلة قديمة تعرف بصندوق سكينر، هو صندوق تم تصميمه لدراسة سلوك الحيوانات وتعليمها القيام بمهام محددة باستخدام نظام المكافأة ، ففي كل مرة كانت الحيوانات تسحب ذراع خاص عند سماع صوت عبر مكبر الصوت أو رؤية ضوء مصباح معين داخل الصندوق كانت تحصل على الطعام .
تم تصميم تطبيقات المقامرة تلك بتقنيات مبهرة بحيث تسبب الإدمان ولإبقاء الأشخاص يلعبون لأطول فترة ممكنة. هذه التقنيات مصممة لتحفيز نظام المكافأة في الدماغ تماماً كما يحفز الطعام دماغ الحيوانات في صندوق سكينر. نتيجة لذلك ، يجد العديد من الشباب أنفسهم يقضون ساعات على هذه التطبيقات ، غالبًا على حساب دراساتهم وحياتهم الاجتماعية وصحتهم العقلية وأموالهم.
إدمان
يمكن أن يكون تأثير تطبيقات المقامرة على الشباب مدمرًا. يجد العديد من الشباب الذين يصابون بإدمان القمار أنفسهم مدينين، ويمكن أن يخرج هذا الدين عن نطاق السيطرة بسرعة كبيرة. في بعض الحالات ، لجأ الشباب إلى بيع هواتفهم أو حتى السرقة لتمويل عاداتهم في لعب القمار. بالإضافة إلى ذلك ، يمكن أن يكون لإدمان القمار تأثير كبير على الصحة العقلية ، مما يؤدي إلى القلق والاكتئاب وحتى الانتحار. فضلاً عن تعرض عشرات الآلاف للنصب عبر تطبيقات وهمية تحت مسمى الاستثمار .
حلول صعبة
على الرغم من المخاطر المرتبطة بتطبيقات المقامرة تلك ، إلا أنها لا تزال متاحة على نطاق واسع ويتم تسويقها غالبًا للشباب. هذا اتجاه مقلق ، ومن المهم اتخاذ خطوات لمعالجة هذه المشكلة.
يتمثل أحد الحلول المحتملة في حظر تطبيقات المقامرة تمامًا وهو أمر صعب ويتطلب تضافر جهود دول وهيئات يمكنها الضغط على مؤسسات مثل جوجل وأبل وغيرهما لحظر تلك التطبيقات أو على الأقل لضمان عدم ظهور الإعلانات الخاصة بتطبيقات المقامرة تلك في البلاد الإسلامية.
نهج آخر هو تثقيف الشباب حول مخاطر إدمان القمار وتقديم الدعم ومساعدة أولئك الذين يكافحون مع هذه المشكلة.
في الختام ، تطبيقات القمار يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية مالية وعقلية كبيرة. ومن المهم اتخاذ خطوات لمعالجة هذه القضية ولحماية الشباب من مخاطر إدمان القمار. من خلال العمل معًا ، يمكننا خلق بيئة أكثر أمانًا وصحة للشباب لينموا ويزدهروا فيها.
اترك تعليقاً