ازدادت مؤخراً شعبية المطاعم الصينية واليابانية في البلدان العربية لاسيما التي تقدم المأكولات البحرية وعلى رأسها طبق السوشي أحد أشهر أطباق المطبخ الياباني وأوسعها انتشاراً في العالم. لكن معظم الناس غير ملمين بأضرار السوشي.
السوشي هو أكلة يابانية شهيرة، يصنع السوشي الياباني من الأرز المخلل الذي يتم تغطيته بشرائح سمك نيئة منزوعة الجلد والعظم أو يلفّ الأرز حول حشوات مختلفة من المأكولات البحرية أو الخضروات أو الفطور أو بيض السمك أو اللحوم الحمراء وتغلف هذه اللفافة بورقة رفيعة من الأعشاب البحرية للتماسك وإضفاء نكهة أخرى.
على الرغم من السمعة الكبيرة التي يتمتع بها السوشي إلا أن هناك خطر غير مرئي من تناول الأسماك النيئة أو غير المطبوخة حذر منه الأطباء.
جاء التحذير بعد أن عولج رجل يبلغ من العمر 32 عامًا كان بصحة جيدة سابقًا ثم بدأ يعاني من ألم شديد في القناة الهضمية وقيء وحمى لمدة أسبوع.
اقرأ :
لماذا يضعف تناول وجبة دسمة تركيزك ؟
فوائد و أضرار تناول اللحوم الحمراء
أضرار السوشي
أشار فحص الدم إلى وجود التهاب خفيف، وكانت المنطقة الواقعة أسفل ضلوعه مؤلمة. ولكن فقط عندما كشف الرجل أنه تناول السوشي مؤخرًا، اشتبه الأطباء في أنه قد يكون مصابًا بداء المتشاخسات.
داء المتشاخسات ينتج عن تناول الأسماك النيئة أو غير المطبوخة جيدًا / المأكولات البحرية المصابة بطفيليات الديدان الخيطية من الأنواع المتشاخسة.
التنظير الداخلي – عبر إدخال أنبوب طويل بكاميرا في نهايته أسفل المريء وفي المعدة – كشف عن يرقة طفيلي شبيه بالديدان ملتصق بقوة بمنطقة بطانة الأمعاء المنتفخة والملتهبة.
بعد إزالة اليرقة بشبكة من نوع خاص، اختفت أعراض الرجل على الفور. أظهر التحليل المختبري أن اليرقة تنتمي إلى نوع أنيساكيس.
بعض الأشخاص الذين يتناولون الأسماك المصابة بأنواع الديدان المتشاخسة قد يحدث لديهم في وقت لاحق رد فعل تحسسي، بما في ذلك الحساسية المفرطة.
في غضون بضع ساعات من تناول الأسماك تسعى الدودة الطفيلية أن تختبئ خلال جدار الأمعاء، ولكن إذا فشلت في اختراقها، فإنها تصبح عالقة وتموت. ويتسبب وجود الطفيل في استجابة مناعية من الجسم، حيث تحيط الخلايا المناعية بالديدان، وتشكل بنية تشبه الكرة قد تسد الجهاز الهضمي ينجم عنه آلام شديدة في البطن وسوء تغذية وقيء.
إذا مرت اليرقات إلى الأمعاء، فقد تسبب استجابة شديدة بعد أسبوع إلى أسبوعين من الإصابة مسببة أعراض تحاكي داء كرون.
لحسن الحظ فإن معظم الحالات المبلغ عنها حتى الآن كانت في اليابان، حيث يكون اتباع نظام غذائي يحتوي على الأسماك النيئة شائعًا جدًا.
هناك إصابات بشكل متزايد في الدول الغربية وينصح الأطباء بالتدقيق في الحالة لدى المرضى الذين يعانون من الألم والغثيان والقيء ومضاعفات أخرى، مثل انسداد الأمعاء والنزيف، بين الذين تناولوا مؤخرًا أسماكًا نيئة أو غير مطبوخة جيدًا.
ولو أخذنا في الاعتبار مدى قوة الرقابة على الأغذية في مجال المطاعم في دولة مثل اليابان فإن المتوقع أن تكون فرص انتشار هذا المرض ستكون أكثر كثافة لدى الدول التي لديها معايير فقيرة في التعامل مع الأغذية أو التي تعاني من ضعف الرقابة على الأغذية.