يعتمد نجاح أي مشروع على الجهود التي سبقت إطلاق هذا المشروع، والدراسات التي بحثت إمكانية نجاح المشروع من عدمه، وكيفية استقبال السوق للمنتج أو الخدمة الجديدة، والمدة المتوقعة لاستمراريته، والمخصصات المالية التي يتطلبها، والمخاطر المحتملة، والأرباح المتوقعة، وحجم العمالة، هذه الحزمة من الإجراءات تسمى دراسة الجدوى وتهدف للبحث في إمكانية التطبيق الفعلي لفكرة المشروع، فإذا كنت من رواد الأعمال وبصدد إطلاق مشروعك فهذا المقال لك، اقرأه بعناية.
أهمية دراسة الجدوى
تُعد دراسة جدوى المشاريع بمثابة الضوء الذي يوضح مسالك الطريق، فهي الحد الفاصل ما بين المضيّ قُدمًا في مشروعٍ ما أو الحيد عنه والبحث عن الاستثمار في مشروع بديل، وهي التي ترسم خطوات التنفيذ والتكلفة والعائد من الاستثمار، وتتلخص أهمية دراسة الجدوى في:
- دراسة الجدوى هي الأساس الذي يُبنى عليه أي مشروع، فمن المهم دراسة كل جوانب المشروع من بداية إطلاقه وحتى مراحل تطويره، وذلك للوقوف على أسباب نجاحه أو فشله قبل إهدار الأموال في تنفيذه.
- تقدم دراسة الجدوى فكرة واضحة عن حجم المخصصات اللازمة للمشروع، وتضع تقييمات مهمة للموارد والاحتياجات والمتغيرات والعائد على الاستثمار.
- تدعم المشروع بالمعلومات الكافية عن المراحل التالية. وتعطي توقعات مهمة بشأن نجاح المشروع ومدى استمرارية هذا النجاح وفرص التطوير.
- تطرح البدائل المتاحة، وتقارن بين المشروعات وتمنح البيانات المهمة حول الإنتاج والوسائل التقنية المطلوبة وحجم ونوعية العمالة
- تضع في حسبان الإدارة كافة البدائل المحتمل اللجوء إليها، وتساعد على حصر اهتمامات فريق العمل في النقاط المهمة.
- تسهم في زيادة عدد المشروعات الجديدة بناءً على ما توفره من معلومات ودراسات السوق لرواد الأعمال، والمعوقات التي سيواجهونها واستراتيجيات التعامل مع المخاطر المحتملة.
5 من عناصر دراسة الجدوى
تغطي دراسة الجدوى كافة جوانب المشروع، وتقدم بيانات وتوقعات يتم على أساسها تقدير ما إذا كانت فكرة المشروع قابلة للتنفيذ أم لا، والعقبات التي ستواجهه والعوائد المنتظرة منه، ومن أهم الجوانب التي تهتم بها دراسة الجدوى:
1. دراسة الجدوى الاقتصادية
تهدف هذه الدراسة إلى تحديد حجم المخصصات اللازمة لبدء التشغيل، وتقييم عوائد المشروع ومقارنتها بحجم الإنفاق، ما يساعد في تقييم الجدوى وبدء التنفيذ أو التراجع عن المشروع.
2. دراسة الجدوى القانونية
يتعلق هذا البند بمدى مسايرة كافة جوانب المشروع للقوانين التي تحكم هذا المجال وقوانين الدولة التي يُنفذ فيها المشروع، مثل القوانين التي تحكم إقامة المشاريع الصناعية ببعض المناطق، وأنواع التراخيص اللازمة، وقوانين العمل، وقوانين البيئة وهكذا. ولذلك يجب دائما أخذ استشارات قانونية من مصادر موثوقة في الدولة التي يُنفذ فيها المشروع.
3. دراسة الجدوى الفنية
تهدف هذه الدراسة لقياس حجم الإمكانات التقنية والفنية المتاحة للمشروع، ومدى إمكانية توفر الأجهزة والمعدات والبرامج اللازمة، ومدى كفايتها لمتطلبات بدء التشغيل، هذا في حالة ما إذا كان المشروع يتطلب وجود هذه الإمكانات، بالإضافة إلى توفر فريق العمل المدرب للعمل على هذه التقنيات.
4. دراسة الجدوى التسويقية
تبحث هذه النقطة مدى حاجة السوق لمشروعك أو منتجك، والقوة الشرائية للجمهور المستهدف، والمنتجات والخدمات المشابهة الموجودة بالفعل ونقاط الضعف والقوة فيها، وكيفية تسويق المنتج.
5. تقييم المخاطر
يعتمد تقييم المخاطر في دراسة الجدوى على قياس حجم المخاطر المتوقعة ونتائجها على المشروع سلبًا أوإيجابًا، والهدف منها اتخاذ القرارات الذكية لتجنب المشكلات المستقبلية، بجانب اعتماد الاستراتيجيات المناسبة للتعامل مع هذه المخاطر والتقليل من آثارها.
خطوات دراسة الجدوى
تلجأ العديد من الشركات الناشئة إلى الاستعانة بخبراء دراسة الجدوى من أجل قياس درجة الأمان في أي استثمار تقدم عليه، ويمر المختصون في أثناء تنفيذ الدراسة بعدة خطوات، أهمها:
1. التحليل الأولي
تدرس هذه النقطة احتياجات السوق للمنتج، وحجم الطلب عليه، والمزايا التي يقدمها، وما يميزه عن المنافسين.
2. التحليل المالي للمشروع
يدرس هذا الجانب مفردات الدخل، ويوضح حجم الإيرادات المتوقعة، وحجم الأموال التي يتطلبها تنفيذ الأهداف المطلوب، وتكلفة الإنتاج، وتكلفة الخدمات المصاحبة، وطرق السداد وغير ذلك.
3. تحليل السوق
تُعد هذه الخطوة من أهم خطوات دراسة الجدوى، نظرًا للاعتماد عليها في تقديم صورة واضحة عن الحصة السوقية المتوقعة، وحجم التوسع في المستقبل، وسلوك المستهلك، وتحليل المنافسين، والتصنيفات المختلفة للمستهلكين، وغير ذلك.
4. التخطيط التشغيلي للمشروع
يدرس هذا الجانب بناء هيكل الشركة وعملياتها، وخطط استخدام الموارد، وتحديد حجم العمالة وتوزيعها، وتحديد حجم المعدات وتصنيفها، والإمدادات وتوزيعها وطرق التسويق، وهكذا.
5. تحليل البيانات
يتطلب إجراء دراسة جدوى ناجحة إجراء مراجعة لكافة البيانات التي تم إعدادها من قبل، والنتائج التي تم التوصل إليها للتحقق من مدى نجاح المشروع، وعوائد الاستثمار المتوقعة، وحجم الأخطار المحتملة، والتعديلات الواجبة، وما إلى ذلك.
6. القرار
بناءً على النقاط الخمسة السابقة نكون قد رسمنا صورة واضحة لمسار المشروع وإمكانية نجاحه من فشله، وحجم التوسعات المتاحة في المستقبل، وحجم الأرباح قياسًا لحجم النفقات، ومدى استيعاب السوق والمستهلك للمنتج أو الخدمة وحصة المشروع من السوق، وغيرها من العوامل التي تهدف لاتخاذ القرار السليم فيما إذا كان هناك جدوى من البدء في المشروع أم التراجع والبحث عن فكرة أخرى لتنفيذها.
في النهاية لا يأتي النجاح مصادفة، بل يتحقق نتيجة جهد وعمل، والمشاريع الناشئة تحتاج لدراسة كافة جوانبها قبل إطلاقها، كي تحقق النجاح المطلوب، هذا من جهة ومن جهة أخرى كي تصبح ركيزة لمشاريع أخرى قادمة تدعم اقتصاد السوق والدولة، ونحن بدورنا قدمنا لك في هذا المقال أهم نقاط دراسة الجدوى التي يحتاجها مشروعك.
اترك تعليقاً