هل سبق وتابعت منصات التتويج في الدورات والمنافسات الرياضية ولاحظت أن الفائز بالمركز الثالث أو الميدالية البرونزية غالباً ما يبدو أكثر سعادة من الحاصل على المركز الثاني أو الميدالية الفضية ؟
بالطبع فإن من يحصد الميدالية الذهبية هو الأسعد على الإطلاق هذا أمر لا جدال فيه ثم ومن الناحية المنطقية يجب أن يكون صاحب الفضية هو التالي في مؤشر السعادة لكن هذا لا يحدث عادة حيث يبدو الفائز بالمركز الثاني دائماً أكثر كآبة وحزناً فوق منصة التتويج .
اهتم علماء النفس بهذه الظاهرة و قاموا بدراستها ثم خرجوا بنتيجة مفادها أن الرياضيين ينظرون بمعايير مختلفة لما يحصلون عليه .
سيكولوجية التفكير العكسي
قبل ما يقرب من 25 عاما، حققت فيكتوريا ميدفيك وسكوت مادي وتوم جيلوفيتش اكتشافا مفاجئا حول ألم المجيء في المركز الثاني وفرحة المجيء في المركز الثالث. ففي المسابقات الرياضية الكبرى مثل الألعاب الأوليمبية يبدو أن المنافسين أكثر سعادة عندما يحتلون المركز الثالث بدلا من احتلال المركز الثاني. إذا كان هذا يبدو جنونيا بعض الشيء، فمرحبا بك في ظاهرة تعرف باسم التفكير العكسي – أو التفكير في “ما كان يمكن أن يكون”.
التفكير عكس الواقع ينطوي على التراجع بالمخيلة في شيء ما حدث وتخيل كيف يمكن أن يكون قد حدث بشكل مختلف (على عكس الحقائق). وهناك قدر كبير من البحوث تبين أن البشر يفعلون ذلك طوال الوقت.
على سبيل المثال، فإن تفويت رحلة طيران بمقدار ساعتين عادة ما يجعل الناس منزعجين. ولكن فوات الرحلة بمقدار دقيقتين فقط يجعلهم أكثر اضطراباً وندماً ، وذلك لأنه من السهل جدا على الأشخاص الذين فاتتهم الرحلة لمدة دقيقتين العودة بمخيلتهم بطريقة كانت لتسمح لهم باللحاق بالرحلة .
لهذا السبب فإن الحاصلين على الميداليات الفضية يميلون إلى التفكير في الحائز على الميدالية الذهبية ومقارنة أنفسهم به ، فهم يفكرون في مخيلتهم أنهم ربما كانوا قادرين على الفوز بالذهبية لو فعلوا الأمر بطريقة مختلفة.
هذا النوع من التفكير يمكن يكون منتشرا بشكل أكبر عندما يكون الفاصل بين المركزين قليل للغاية . ربما قرار خاطيء واحد أو لحظة فقدان تركيز أو بضعة أعشار من الثانية كانت تفصلهم عن المرتبة الأولى .
وبالعكس فإن الحاصلين على الميدالية البرونزية يقارنون أنفسهم بمن في المركز الرابع و الذين لا يحصلون على شيء عادة . في قرارة أنفسهم يقولون “على الأقل لست ذلك الشخص الذي لم يحصل حتى على ميدالية” .
التفكير فيما حققناه من إنجازات هو أمر صحي ويجعلنا أكثر سعادة ، ربما يجب أن نتوقف عن المقارنات غير الصحية وغير الضرورية وأن نركز بشكل أكبر على ما حققناه خصوصاً إذا كنا فوق منصة التتويج أليس كذلك ؟
مصدر
https_www.spsp.org/?url=https%3A%2F%2Fwww.spsp.org%2Fnews-center%2Fblog%2Fpelham-counterfactual-thinking%23%3A~%3Atext%3DThe%2520raters%2520simply%2520judged%2520each%2Cstronger%252C%2520or%2520more%2520coordinated%2520peers.
اترك تعليقاً