ترجمة: ابراهيم عبدالله العلو
قد تعزز الخصائص الوراثية للأرز الأسترالي البري الأمن الغذائي. حيث ينمو في بحيرات ضحلة تعج بالتماسيح في أقاصي شمال أستراليا وتبين انه أقرب الأصناف للسلف القديم لكافة أنواع الأرز.
وقد تساعد الخصائص الوراثية الفريدة لهذا الأرز على انتاج سلالات مقاومة للأمراض والتكيف المناخي وإدخالها لأنواع إنتاج الأرز الحديثة.
ويقول البحاثة من جامعة كوينسلاند ذلك بعد ان قاموا برسم خريطة لشجرة العائلة الوراثية الخاصة به.
يمكن نقل خصائص نفيسة من هذا الأرز البري مثل مقاومة الجفاف والأمراض إلى السلالات التجارية بحسب تعبير الدكتور روبرت هنري من تحالف كوينسلاند للإبتكار الزراعي والغذائي.
ويضيف” تحتوي أنواع الأرز البري الأسترالية ثراءً من التنوع الوراثي الخام وهناك نوعان من الأنواع البرية ذات قرابة مع الأرز المدجن ولذلك يمكن مزاوجتها مع هذا النوع”.
وقد “تجعل مورثات الأرز البري الأنتاج التجاري للأرز ملائماً بشكل أكبر لظروف شمال أستراليا. وربما يساهم الأرز البري بمقاومة الأمراض مثل لفحة الأرز والتبقع البني والتبقع البكتيري البني.”
ويقول البروفسور هنري ان الأبحاث أظهرت انه في زمن حياة الإنسان القديم المعروفة ب “لوسي” في أفريقيا حدث divergence إنحراف وراثي في نوع الأرز لا يوجد الآن إلا في شمال أستراليا.
ونتج عن هذا الإنحراف أصناف الأرز الأسيوية والأفريقية المستخدمة في الإنتاج التجاري للأرز اليوم. ويقول هنري انه بالإضافة إلى زيادة الإنتاج العالمي من الأرز يقدم الأرز الأسترالي البري فرصة الزراعة كمحصول مغذي ولذيذ بحد ذاته.
ويضيف” إنه طيب المذاق ونعتقد انه يحوي خصائص صحية مفيدة أكثر من أنواع الأرز الأخرى.”
أظهرت أطروحة دكتوراة عن الأرز الأسترالي البري في جامعة كوينسلاند إنه أقل الأنواع “قساوة” من بين كافة أنواع الأرز المطبوخة ومحتوى أعلى من نشاء الأميلوز.
ويقول” عندما ترتفع نسبة الأميلوز يرتفع الزمن اللازم لهضم الأرز وتوفر هذه الإمكانية غذاء أكثر لميكروبات أحشاءنا على شاكلة الأغذية الغنية بالألياف.”
وأشار إلى الحاجة لتجربته على البشر ولكن الخصائص الكيماوية تقترح إمكانية ذلك.
ويعتبر الأرز الغذاء الأكثر إستهلاكاً على مستوى العالم وثالث أكبر محصول زراعي عالمياً.
ويقول الدكتور هنري ان هذه الدراسة تقدم مدخلاً شاملاً “لشجرة عائلة الأرز” وتثبت ان الأرز الأسترالي البري أقرب الأنواع لأقدم أنواع الأرز.
ويضيف”طورنا عبر هذا البحث ساعة جزيئية مرتكزة على ال د ن ا معيرة بحيث ترسم زمن انحراف جينوم الأرز . ولا يوجد أنظمة بيولوجية كثيرة موصوفة كالأرز اليوم.”
ونشرت الدراسة عن جينومات الأرز البري والمدجن في مجلة الوراثة الطبيعية Nature Genetics.
اترك تعليقاً