بالرغم من حالة العداء الدائمة بين البشر والفيروسات القاتلة والمعدية إلا أن بعض الفيروسات قد تكون صديقة للبشر أيضاً ويمكنها مساعدتنا في حربنا ضد الأوبئة مثل فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 عبر تسليم العلاجات إلى الجسم بدلاً من إصابته بالمرض.
مع غياب لقاح فعال يمكنه وقف فيروس كوفيد-19 ومع الفوضى التي أحدثها هذا الفيروس الخطير في العالم بأسره ، فإن تركيز العلماء حول العالم على هذا الفيروس مكنهم من فهمه بشكل أفضل ومحاولة إيجاد استراتيجية فعالة لكبح جماحه .
فريق من الباحثين تمكن في الأسبوع الحالي ، من إيجاد استراتيجية لمكافحة فيروس كوفيد-19 مشابهة لإستراتيجية سابقة تم تبنيها لعلاج فيروس ميرس المعروف بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية والذي انتشر في عام 2012 وتسبب في وفاة أكثر من 850 شخص مع معدل وفيات بلغ 30%. مما يستحق الذكر أن فيروس ميرس ينتمي لعائلة الفيروسات التاجية ذاتها التي ينتمي إليها فيروس كوفيد-19.
تنتمي فيروسات ميرس و سارس وسارس2 (المعروف بكورونا المستجد) لعائلة واحدة هي عائلة فيروسات كورونا أو الفيروسات التاجية والتي تضم أيضاً العديد من الفيروسات غير المؤذية للبشر.
في الورقة الجديدة ، يقترح الباحثون أن استخدام النهج ذاته الذي استخدم لإنتاج لقاح فيروس ميرس قد يعمل أيضًا ضد كوفيد-19 المعروف علمياً بمسمى سارس CoV-2.
كانت طريقة توصيل اللقاح تتم من خلال فيروس RNA يسمى فيروس بارا إنفلونزا 5 ، والذي يعتقد أنه يسبب حالة تعرف باسم سعال الكلاب وهي حالة تصيب الكلاب ولكنها غير ضارة للبشر. قام الباحثون بإدخال جين إضافي إلى الفيروس بحيث تنتج الخلايا المصابة بالفيروس بروتين سكري تستخدمه فيروسات كورونا مما قد يمكن جهاز المناعة من التعرف عليها لاحقاً.
تم تخليق الفئران وراثيا لتكون عرضة لفيروس ميرس و إعطاءها لقاح الفيروس المعدل جينياً ثم إصابتها بفيروس ميرس وكانت النتيجة هي نجاة جميع الفئران التي تلقت اللقاح ، في حين أن الفئران التي لم تتلق اللقاح لم تنج.
نظراً لضيق الوقت ، يسعى الباحثون الآن للتأكد من إمكانية تطبيق نفس الاستراتيجية لتطوير لقاح لفيروس كوفيد-19 الذي أصاب أكثر من مليون شخص في جميع أنحاء العالم حتى الآن.
مصادر
https://www.asm.org/Press-Releases/2020/Engineered-Virus-Might-be-Able-to-Block-Coronaviru
On Google News