“أشعر بشيء عالق في حلقي” ، شكوى متكررة يطلقها العديد من الأشخاص الذين يمثلون نحو 4% من زوار عيادات الأنف والأذن والحنجرة ويقال أن 45% من الأشخاص ربما اشتكوا من هذه الحالة خلال عمرهم.
يشعر الشخص بإحساس دائم بوجود شيء ما عالق في الحلق مثل بلغم أو كتلة أو كرة ما بالرغم من عدم وجود شيء فعلياً . تعرف هذه الحالة الغريبة بـ “كرة الحلق” أو “اللقمة الهستيرية” بحسب نوع المسبب سواء أكان نفسي أو عضوي.
غالبا ما يشير الأشخاص الذين يعانون من هذه الغصة في الحلق إلى ورم في الحلق. بينما يصف البعض الآخر الإحساس بأنه مخرش ، أو خافق ، أو متوتر ، أو كأن لديهم حبوب عالقة في حلقهم. لا يكون الإحساس عادة مؤلم بقدر ما هو مزعج.
يجد معظم الأشخاص الذين يعانون من كرة البلعوم أن الأعراض تتحسن مؤقتًا بعد الشرب ، وأحيانًا بعد الأكل حيث يمكن أن تشعر عضلات الحنجرة والأغشية المخاطية بالضيق عندما يكون الحلق جافًا ، مما يتسبب في شعور بأن شيئًا ما عالقًا في الحلق.
أسباب الشعور بشيء عالق في الحلق
المسببات المرضية لكرة البلعوم لا تزال غير مؤكدة . تشكل كرة الحلق أو البلعوم أو اللقمة الهستيرية نوعًا من الأعراض وليست حالة طبية بذاتها، ويمكن أن تحدث بسبب عدة أسباب، منها:
- تشنج عضلات الحلق القصبي (Cricopharyngeal spasm)، وهو عبارة عن تشنج في العضلات التي تحيط بفتحة الحلق العلوي، مما يؤدي إلى شعور بوجود كتلة في الحلق.
- الإفرازات الأنفية الخلفية (Post-nasal drip)، وهي تعني تجمع الإفرازات المخاطية في الجيوب الأنفية وتسربها من خلال الحلق لتسبب تهيج واحتقان في الحلق والبلعوم.
- ارتجاع المريء-المعدة (Gastroesophageal reflux)، وهو تسرب المحتوى الحمضي من المعدة إلى المريء ومن ثم إلى الحلق، مما يتسبب في تهيج والشعور بوجود كرة في الحلق.
- التهاب الجيوب الأنفية (Sinusitis)، وهو التهاب في الجيوب الأنفية يسبب إفرازات مخاطية واحتقان في الحلق والبلعوم.
- القلق والتوتر، حيث يمكن أن يؤدي القلق والتوتر إلى تشنج العضلات في الحلق والبلعوم، وبالتالي الشعور بوجود كرة في الحلق.
- وجود جسم غريب في الحلق، مثل قطعة غذاء محاصرة في الحلق.
- أمراض أخرى نادرة مثل سرطان الحلق السفلي (Hypopharyngeal cancer)، والتي تتسبب في نمو خلايا غير طبيعية في الحلق وتؤدي إلى أعراض مثل الشعور بوجود كرة في الحلق.
وقد أشارت نتائج بعض الدراسات الحديثة بقوة إلى كون الارتجاع المريئي هو السبب الرئيسي لكرة البلعوم، على الرغم من أن هذا لا يزال محل نقاش كبير.
العوامل النفسية و اللقمة الهستيرية
قد تلعب العوامل النفسية أيضا دورا. حيث يزداد الإبلاغ اللقمة الهستيرية لدى من يعانون أحداث الحياة المجهدة قبل تطور الأعراض ، وتشير البحوث إلى أن 96 ٪ من المرضى الذين يعانون من الإحساس باللقمة الهستيرية أبلغوا عن تفاقم الأعراض خلال أوقات الشدة العاطفية والقلق و الإكتئاب.
لا يوجد توافق في الآراء حول طريقة تشخيص وعلاج اللقمة الهستيرية. على سبيل المثال في المملكة المتحدة
- 14٪ لا يجرون أي اختبارات على مرضى اللقمة الهستيرية بل يصفون لهم ببساطة علاجات للحموضة.
- 86٪ يقومون بتشخيص الحالة بطرق مختلفة، يشمل ذلك التنظير (61٪) أوتتبع الباريوم (56٪) أو مزيج بين عدة علاجات (17.5٪).
علاج كرة الحلق ؟
ما لم يتبع كرة البلعوم الاختناق ، فمن الآمن الانتظار لمعرفة ما إذا كان الإحساس يختفي من تلقاء نفسه.
- يعتمد علاج كرة الحلق أو البلعوم أو اللقمة الهستيرية على السبب الذي يؤدي إلى حدوثها. إذا كان السبب هو مشكلة في العضلات، فقد يوصي الطبيب بتمارين العلاج الطبيعي لتقوية العضلات المعنية. وإذا كان السبب هو وجود جسم غريب، فقد يلجأ الطبيب إلى إزالته جراحياً.
- في حال كانت الأسباب نفسية، يمكن استخدام العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج النفسي الذي يستهدف تقليل القلق والتوتر الذي يمكن أن يؤدي إلى حدوث هذه الحالة.
- ويمكن أيضاً تجربة بعض الإجراءات المنزلية لتخفيف الأعراض مثل تناول الماء بكميات كافية، وتجنب تناول الطعام قبل النوم بفترة زمنية كافية، وتجنب التدخين وتناول المشروبات الكحولية. في بعض الحالات، يمكن للأدوية مثل المضادات الحيوية ومضادات الحموضة أن تساعد في علاج كرة الحلق. ومع ذلك، يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي من هذه الأدوية.
- من النصائح الهامة أيضاً مقاومة الرغبة المتكررة في تطهير الحلق (من الجسم الوهمي) حتى لا تسبب تفاقم الحالة ،أحد النصائح المقترحة هي أن يقوم المريض بتناول المياه الغازية المبردة عند الشعور بالرغبة الملحة في تطهير الحلق .
خلاصة
كرة البلعوم هي حالة شائعة ، المسببات المرضية لا تزال غير واضحة. ومع ذلك ، فإن الارتجاع أو الجزر المعدي المريئي قد يلعب دورًا لدى بعض المرضى. يشمل علاج هذه الحالة التأكد من نظافة البلعوم وعلاج الارتجاع والعلاج السلوكي المعرفي لحالات اللقمة الهستيرية ذات الأسباب النفسية.
المراجع
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4582871/
https://www.medicalnewstoday.com/articles/318633.php
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D9%82%D9%85%D8%A9_%D9%87%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%A9