هل لاحظت أن الوقت يمر بسرعه أكبر كلما تقدمت في العمر ؟ فما هو سر هذه الظاهرة ؟ وكيف نكبح جماح الوقت ؟
إذا كنت تشعر بهذا الأمر فأنت لست وحدك . الأمر يلفت انتباهك ، لأنه مفهوم قوي وغريب. لا يمكنك إضافة المزيد من الوقت إلى الساعة ، ولكن من خلال فهم كيفية عمل هذه الظاهرة ، يمكنك على الأقل محاولة جعل الحياة تبدو وكأنها تمر بشكل أبطأ.
عندما كنا صغاراً كان الوقت يمر بشكل بطيء جداً ، كنا نعد الأيام والليالي حتى يمر العام و يحل يوم ميلادنا يمكننا تذكر حياة حافلة بالتجارب حين كنا صغاراً . وفي المقابل عندما كبرنا صار الوقت يمر بسرعة الصاروخ .
هناك عدة نظريات مختلفة تسعى لرصد سبب تسارع الوقت مع تقدمنا في العمر. فالساعة في سن الخامسة تختلف عنها في سن الخامسة والخمسين.
لماذا يتسارع الوقت كلما تقدمنا في العمر ؟
1- نسبة وتناسب
عندما تكون طفلاً ، تكون السنوات التي قضيتها في الحياة محدودة ، لذلك تعد سنة واحدة نسبة كبيرة من إجمالي عمرك. بينما عندما تكون شخصًا بالغًا ، فإن سنة واحدة متواضعة تبدو أصغر بكثير.
2- تجارب جديدة أقل
كلما تقدمنا في العمر، وكلما زادت خبراتنا في الحياة، نبدأ في تطوير روتين و نمط معين حيث تبدأ الأيام في الاندماج معًا ، ويبدو أن الوقت يمر بنا سريعاً.
عالم النفس ويليام جيمس يقول إنه بالمقارنة مع الطفولة ، فإن مرحلة البلوغ فيها عدد أقل من التجارب الجديدة التي لا تنسى. غالبًا ما نقيس الوقت حسب تجاربنا الأولى ، أول يوم لنا ، مدرستنا ، أول منزل ، أول طفل – عندما تنفد أول مرة فإن مفهومنا عن الوقت يصبح أجوفاً وغير ذي قيمة.
على سبيل المثال حينما تقود سيارتك في طريق تحفظه جيداً فإنك قد تصل لوجهتك دون أن تعرف كيف ومتى وصلت إلى هنا لقد تجاوزت دماغك التفاصيل المكررة . هذا يفسر سبب اعتقادنا أن الوقت يتسارع عندما نكبر ، ففصل الصيف الذي يبدو في الطفولة طويلاً يمر في غمضة عين خلال شيخوختنا .
3- القلق والضغط الزمني
في دراسة نشرت في Ammons Scientific ، وجد الباحثون أن معظم المختبرين ذكروا أن الوقت يمر بسرعة كبيرة عندما يكون هناك الكثير مما يجب القيام به خلال وقت غير كاف.
أطلق الباحثون على هذا اسم ‘الضغط الزمني’ ، وهو يسير جنبا إلى جنب مع الإجهاد. من المنطقي النظر في النظريات الأخرى ، أيضًا. كلما زاد توترنا ، قل احتمال تركيزنا وحضورنا الذهني في اللحظة الحالية . عندما نفعل ذلك ، لا يصبح لدينا وقت لنأخذه في محيطنا كي نبني ذكريات مفصلة. وهكذا يتنامى لدينا مفهوم مرور الوقت سريعاً .
4- سرعة معالجة البيانات
تستطيع دماغ الطفل معالجة قدر أكبر من البيانات و الصور مقارنة بالشخص البالغ و بالتالي فإن هذا يجعل الوقت لدى الشخص البالغ يبدو كما لو كان يمر بشكل أبطأ .
كيف نكبح عجلة الوقت ؟
1- توقف عن مقارنة وقتك بعمرك كله
حاول التركيز على اللحظة الحالية ، علينا التوقف عن مقارنة وقتنا الحالي بحياتنا بأكملها. وبعبارة أخرى: عش في اللحظة. عندما تركز على الحاضر ، فأنت تفكر في القيمة الزمنية المطلقة ، وليس النسبية.
2- التأمل
يمكن للتأمل و العبادة تحقيق التباطؤ المطلوب و زيادة تركيزك بالإضافة إلى حزمة من الفوائد المدعومة علمياً أيضًا.
3- التمس حضور ذهنك
ركز على أن تكون أكثر تواجداً في الوقت الحاضر وأن تكون مدركًا لأفكارك ومشاعرك وأفعالك. يمكنك استخدام تنبيهات لإعادتك إلى الحاضر عندما يبدأ عقلك بالتجول طيلة اليوم.
على سبيل المثال لا الحصر :
عند تناول الطعام : تذكر أن تتذوق كل لقمة في كل مرة تضع فيها الطعام في فمك.
في العمل : يمكنك ضبط رنين معين كل ساعة أو أي تنبيه آخر يعيدك للحاضر. يساعد التواجد في الوقت الحاضر على جعلك أكثر تركيزًا على القيمة المطلقة للوقت .
4- جرب اشياء جديدة
اضف بعض الأشياء الجديدة في حياتك كالتعرف على أشخاص جدد ، وزيارة أماكن جديدة ، وتجربة أشياء جديدة.
إذا كنت مرتاحاً جرّب قول ‘نعم’ للتجارب الجديدة. كما قال ثورين كلوسوفسكي: ‘من المفاجئ عدد التجارب الجديدة التي يمكنك تقديمها طوال اليوم عندما تبدأ بالاهتمام’.
قد يكون هذا الأمر بسيطًا مثل تجربة مطعم جديد أو القيام برحلة في عطلة نهاية الأسبوع إلى جزء من مدينتك لم تزره من قبل، أي شيء يجبرك على الخروج من منطقة راحتك .
بشكل عام ، تتمثل الفكرة في منح نفسك ذكريات جديدة وتجارب جديدة حتى تتمكن من الخروج من وضع الطيار الآلي وتغير نظرتك للوقت.
5- استمر في التعلم
عندما تتعلم باستمرار – كأن تقرأ حول مواضيع جديدة ، أو تجرب مهارات جديدة ، أو تتعلم لغات جديدة – فإنك ، بطريقة ما ، تتعامل مع معطيات جديدة قد تساعدك في الحصول على المزيد من الوقت ، وبالتالي الحد من هذا الشعور بأن الوقت يمر بك سريعاً بلا فائدة.
مصادر
https://lifehacker.com/why-time-feels-like-it-s-flying-by-and-how-to-slow-it-1745852093
https://aeon.co/videos/time-seems-to-accelerate-as-we-get-older-but-theres-a-tested-way-to-tap-the-brakes
اترك تعليقاً