عاد بشكله المميز بعينه الواحدة و بذلك الندب المميز في منتصف رأسه و انقسم الناس فريقين , فريق رأي فيه نذير شؤم و نبوءة شر تحققت ويستدلون علي ذلك بهذا الندب في منتصف رأسه و الذي يشبه الكتابة و فريق آخر أكبر يتحدث عن البطل الذي اصيب في معركة وطنية خلفت ذلك الندب الذي يستحق التكريم !
تنبري الصحف في الكتابة عن ذلك المخلص , برامج التوك شو تصاب بالجنون و هي تتحدث عن تلك الجنه الموعودة التي سيجعلنا نرفل فيها , نجوم الغناء يسبحون بحمده ليل نهار, اقلام الشعراء لا تكف عن مدحه بشتي الأوصاف و ترفعه إلي مراتب الكمال حيث تتصاغر مروءتهم و رجولتهم أمام رجولته الفذه ! , جماهير في الشارع ترفع صورته و تقبلها أمام الكاميرات , يرفعون حذائه علي الرؤوس , حملات تخرج تطوف الشوارع ترقص و تغني له , تطالبه بالزعامه و ترفعه لأعلي مكان .
يسير وسط الناس في أبهة موكبه يستعرض قوته بجنود يسدون الأفق و يملأون الأرض بوقع خطواتهم الرتيبة و أسلحتهم الثقيلة بينما يقف العامة مشدوهين بهذه القوه حالمين بأن تكون في صفهم أو يكونوا هم في صفها لا فارق لديهم بين هذا وذاك ! يقف علي منصته فيعدهم و يمنيهم و يملأ كئوس بؤسهم و حياتهم المزرية بالغرور الزائف و الكذب البواح !.
مصاب عظيم يصيب كل من يشير إلي كذبه أو ندبه أو عينه العوراء بيوت تحرق أموال تصادر نيران عظيمه يوضع فيها كل من تسول له نفسه أن ينتقده, يقف العوام و علي وجوههم ترتسم علامات الشماته و الإستهزاء , يمدون يد العون في هذه الملحمة ضد هؤلاء المهرطقين و يعتبرون المشاركة في التنكيل شرف ما بعده شرف, أما المعذَبون فمع قسوة العذاب يرنو بعضهم ببصره يتطلع إلي مخلص يهبط من السماء بينما يفقد البعض الآخر إيمانه بالحقيقة في غمرة عجزه و يأسه…ثم يأتي ذلك اليوم الموعود .. لتشرق الشمس علي تلك الأرض … شروقاً لم تري مثله قط …
————————-
بقلم : محمد علي ماهر