اعداد: المهندسة المعمارية مايه العلو

يسعى العلماء لإيجاد حلولاً معمارية صديقة للبيئة وفي هذا النموذج سنعرض احدى التجارب التي تحاكي الطبيعة.

حيث راقب العلماء نبات دوار الشمس ولاحظوا ان النباتات تكون عند الفجر متجهة نحو الشرق وتبدأ بتحريك ازهارها ببطء نحو الغرب متتبعة حركة الشمس. وخلال الليل تعود الازهار إلى الشرق لتبدأ حركتها الصباحية في تتبع الشمس من جديد.

لذا خطرت ببالهم هذه الفكرة. لماذا لا نجعل المنازل تدور أيضاً بحثاً عن ضوء الشمس؟

صممت الشركة البرتغالية كاساس ام موفيمنتو منازل دوارة تعمل بالطاقة الشمسية وتدمج في تصميمها الاستدامة والابتكار وتتوافق مع احتياجات المالك. تمت برمجة المنازل لتتبع الشمس مما أدى إلى زيادة كبيرة في انتاج الطاقة. تدور المنازل بمقدار 180 درجة اما غطاء السقف فيدور بمقدار 90 درجة وتمت تغطيته بمواد ضوئية photovoltaic وهي المواد التي تحول الضوء إلى طاقة مثل الالواح الشمسية.

يمكن ان يدور البناء والغطاء سوياً أو كلاً على حدة. ويمكن للدوران المتزامن ان يولد 25000 كيلو وات ساعي في العام وهي كمية تعادل خمسة اضعاف الطاقة التي يستخدمها منزل مماثل. أما الطاقة اللازمة لتدوير المنزل فلا تتجاوز استهلاك ستة مصابيح بطاقة 60 وات لمدة ساعة.

من مزايا هذا المنزل انه يتيح للساكن اختيار الاطلالة الملائمة خلال أي وقت من الاوقات.

في الشتاء يتجه السقف نحو الشمس أما في الصيف فيمكن ان يميل ليوفر بعض الظل مما يخفض تكاليف التبريد بمقدار 80% وبما ان هذا المنزل “ذكي” يمكنك التحكم به عن طريق هاتف ذكي.

يستطيع الساكن التحكم بسرعة دوران المنزل الذي يستغرق عادة 12 دقيقة بحيث لا يزعج السكان.

يمكن تنويع التصميم الداخلي حسب الرغبة وبما يلائم الاطلالة.

نصح معهد ماساتشوستس للتقانة في بوسطن الشركة بالتوجه مبدئياً نحو الشريحة الاكثر ثراءً نظراً للتكاليف المرتفعة في هذه المرحلة التجريبية حيث تبلغ كلفة المتر المربع الواحد 6000 يورو وتسعى الشركة لتطوير التقانة والعمليات الازمة لتجعل المنزل في متناول شريحة أكبر من المستهلكين.

يمكن في المرحلة الاولى استخدام هذه الابنية في محطات الوقود وملاعب الجولف ومنازل التقاعد إلى ان يتم تطويرها وتحسين ادائها وتخفيض تكاليفها.