متلازمة القبول العشوائي – بقلم جلال مصطفى

متلازمة القبول العشوائي - بقلم جلال مصطفى
ذهب محمد الي مكتبه وبدا ينظم اوراقه ليبدا عمله وبينما هو في المكتب وبدون سابق انذار دخل زميل له بالكاد يعرفه واخذ كرسيه وخرج ..لو كنت مكان محمد ماذا ستفعل ؟ الطبيعي ان تحدث ضجه كبيرة وستذهب الي اليه وتساله لماذا اخذ الكرسي الخاص بك ولماذا انت بالذات ؟
وفي مكان اخر ينزل صديق من بيته وبينما هو في طريقه اذا تقابله جاره تسكن في الطابق العلوي ليس بينهما سابق معرفه وتدعوه لحضور اجتماع مع اناس ليس له علاقه بهم من قبل ومع ذلك يقبل صاحبنا الدعوة وياتي ميعاد الاجتماع ويستعد صديقنا للذهاب وعندما ذهب وجلس مع ناس لايعرفهم وبدا يسمع كلام لا يهمه ولايفيده في حياته وبدا الصخب والضجر لمدة ساعتين , أخذوا يتناقشون في امور لاتهمه لمده ساعتين فذهب صديقي الي جارته ليقول من يعوضني عن الساعتين التي اضعتهما هنا او ياليتني استطيع استعاده الساعتين .
يحدث الامر بصورة يوميه من اناس يبدو لطفاء وجيدين يسرقوننا لا اتحدث عن كرسي او عن اثاث منزل انهم يسرقون شئ اغلي بكثير …نعم يسرقون الوقت …وقتك اعتقد اننا بصدد وباء عالمي يعاني الكثيرين منه,  مرض اسمه “متلازمة القبول العشوائي ” .
هو فعل لا ارادي تقوم به وتقبل اي دعوة او مناسبه بمجرد ظهورها امامك ويكون ذلك نتيجه لعدم التخطيط الجيد ليومك وحياتك وعدم كتابه اهدافك التي تريد تحقيقها في يومك ونتيجه لذلك ستجد نفسك مثل كره التنس كل من هم في حياتك يضربها كما يشاء وتصبح بلا رؤيه او هدف او قيم حتي لنفسك .
واول اعراض المرض القبول الفوري لاي دعوة في حياتك بدون النظر للنتيجه التي تريدها او تريد الوصول لها .
مثلما فعل صديقي وقبل الدعوة من جارته بمجرد ظهورها ويذاد المرض سوء وانتشار بسبب انتشار التكنولوجيا وتغلغل مواقع التواصل الاجتماعي في كل شؤن حياتنا وانتشار الدعوات والمناسبات بصورة كبيرة جدا .
لك ان تعرف ان الاذي الذي تسببه لنفسك كبير جدا ليس فقط في اضاعه الساعتين او الثلاثه لكن قد تضيع حياتك كلها وان مجرد ترس تدور في اله غيرك مجرد دور ثانوي تافه في حياه افراد اخرين قد خططو جيدا لحياتهم ودرسو كل شئ لتنفيذه وتذكر جيد ان صاحب الهدف لايلتفت الي مغريات الطريق .
وببساطة للتفادي هذا المرض فلتضغط علي زر التردد او الإلغاء او عليك بوقفه مع نفسك لتكتب اهدافك فاول خطوة للنجاح كتابه الاهداف بطريقة بسيطة يسهل تنفيذها. ولابد من احترام اصحاب الدعوات التي تاتي اليك وان تتحدث معهم وكانك مهتم بها وانك مهتم بمساعدتهم ولكن اسالهم مالهدف من الدعوة ؟؟ ولماذا انت وكيف تستطيع مساعدتهم عندها فقط سيفكرون كثير قبل ان ياتوا اليك وربما يغير الناس تفكيرهم وسلوكهم لانك بدات بتغيير سلوكك وعندها فقط ستعيد الكرسي الذي اخذوه منك.

تعليقان

  • يقول Basem Gamal:

    تنظيم الوقت ومعرفة قيمته شيء جميل جداً مع قوة الرفض للأشياء التافهة التي تضيعه وتعمل على إهداره
    وأفضل سبيل لذلك هي قوة الرفض وعدم الانسياق وراء الأمور التافهة أو التي لا تهمنا
    مقال رائع أسناذ جلال ..

  • يقول احمد سعد:

    فعلت انا سعيد بقراءة ذلك ….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة − 6 =

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.