لا يوجد سبب واحد لكون أمور مثل العمل و التعليم و ممارسة أنشطة الحياة المختلفة أمور مملة سوى أننا لم نسعى لجعلها ممتعة!
مفهوم ال Gamification و هو يعني دمج التسلية في أنشطة الحياة التي نمارسها و التي تنطوي أحياناً على الكثير من التكرار أو التفكير مثل العمل و التعليم بل حتى الأنشطة العادية مثل تناول الطعام و استقبال الضيوف و غيرها من أنشطة الحياة التي يغيب عنها عنصر الإمتاع مما يصيب الناس في المعتاد بالسأم و يدفعهم إلى تركها او تجاهلها .
لماذا الـ Gamification مهم ؟!
السأم من الدراسة مثلاً قد يقود لإحراز درجات منخفضة أو التسرب من التعليم أو يتسبب في ضغوط نفسية كبيرة عند المتعلم قد تفقده لذة التعليم أو ربما الحياة ذاتها .
إذا كان من المعروف و البديهي أن العقل بطبيعته يميل أكثر لإستيعاب المعلومات التي يستمتع بها حيث يفرز المخ أحد
هرمونات السعادة و المعروف بالدوبامين , و بالتالي فإن فالذكريات السعيدة هي التي تبقى في الذاكرة و قد تتطور إلى أفكار أو إبداعات في المستقبل فعلينا أن نطور من أساليبنا لتحقيق هذه الرغبة.
و ليس هناك مثال أدل من تلك الملاحظة التي ربما لاحظناها جميعاً من قدرة الأطفال الصغار على استيعاب الألعاب الإلكترونية و فهمها خلال وقت قصير للغاية دون الحاجة لشروحات طويلة او حتى معلم يمسك بطبشورة !
الأمر ذاته ينطبق على العمل حيث يترتب على الروتين و نقص الإثارة في العمل أمور مثل عدم إتقان العمل او تجاهله أو تأجيله و هي أمور لا شك نسعى جميعاً كي لا نراها تحدث.
حتى الأنشطة اليومية التقليدية مثل تناول الطعام فتكرار تناول الطعام ذاته في الأجواء ذاتها يصيب الإنسان بالملل لذا قد يلجأ البعض لتناول الطعام خارج المنزل لتغيير روتين الحياة و مع ذلك قد لا يجد الفارق كبير كون القليل من المطاعم هي التي تفكر في تسلية الزبون بنفس القدر الذي تركز فيه على إعداد الطعام .
تنبني استراتيجيات إضافة بُعد التسلية أو Gamification تشجيع الأفراد و المجموعات على الإستمرار في التعلم أو العمل أو اللعب من خلال اكتساب النقاط و الأوسمة و تتبع الأهداف و الترقي و الهدايا و التخفيضات و المسابقات و لوحات الشرف و إعطاء مهام محددة . هذه الطريقة لإشراك الناس في العمليات من خلال تحفيز تفكيرهم أو إثارة فضولهم أو رغبتهم في المنافسه هي وسيلة جيدة و فعالة جداً لإبقائهم منشغلين بالعمل المطلوب كما تجعلهم أكثر إنتماءاً و ارتباطاً بالنشاط المقدم.
و على الرغم من الإعتقاد القديم بأن الألعاب هي للصغار فقط فإن الإقبال الكاسح لدى الكبار و الصغار على الألعاب أظهر أن هذا الإعتقاد هو إعتقاد خاطيء و أن الطبيعة البشرية مهما كان عمر الإنسان تميل إلى اللعب و التسلية . هذا ما أكدته الإحصائيات أيضاً ففي بريطانيا على سبيل المثال أعلن أن دخل الألعاب قد تفوق على دخل الأفلام السينمائية بالإضافة إلى آلاف الساعات التي يقضيها المستخدمين في ألعاب مثل كاندي كراش أو أنجري بيرد .
هناك جانب سيء بالطبع بالنسبة للألعاب المجردة و التي تكون فوائدها محدودة للغاية و تضيع الكثير من اوقات العمل و الدراسة لذا تكمن الفائدة في استبدالها بأخرى مفيدة في مجالات العمل و التعليم و ممارسة الرياضة و غيرها من الأنشطة الحياتية.
أما إذا كنت صاحب مشروع أو شركة تجارية أو حتى تسعى لتغيير حياتك أو التعلم على نحو أفضل فربما سيكون عليك أن تهتم بإضافة بعض المتعة لعملك أو لدراستك أو لحياتك من خلال إضفاء هذا البعد عليها , المسألة ليست صعبة هي فقط تحتاج لتغيير الزاوية التي تنظر منها للأمور و ثق بأن مفهوم الـ Gamification سيسود في المستقبل القريب بإذن الله لذا عليك أن تكون من الطيور المبكرة في اهتمامك بمثل تلك العلوم لاسيما إذا كان عملك أو دراستك تقتضي ذلك .
إليك هذه المحاضرة الرائعة حقيقة عن مفهوم الـ Gamification
اترك تعليقاً