1- الأهداف التي تخبر الآخرين بها لن تنجزها

 “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان”. – حديث شريف

 كم مره جلست تخبر الآخرين بأهدافك و تسرح بخيالك لتصنع صورة محكمة و مثالية للطريق الذي تنوي أن تستخدمه بحيث أن حماسك انتقل للآخرين و نالت أفكارك و أهدافك ثناءهم أو هجومهم ثم مرت الأيام و الليالي و لم تفعل شيئاً ؟!

إذا كان هذا الأمر قد حدث معك مراراً و تكراراً فأهلاً بك في نادي مشجعي القصص والروايات الخيالية التي لا تتحقق , لا تبتئس فهناك الكثيرين مثلك حتى كاتب هذه السطور تمر عليه ذكرى تلك المواقف مثل شريط سينمائي الآن ! .

1- الأهداف التي تخبر الآخرين بها لن تنجزها

كم من مرات أخبرت فيها زوجتي أو اصدقائي بالعديد من الأفكار و الأهداف للحصول على الدعم النفسي و المعنوي لكن بمجرد الحصول على مثل هذا الدعم تسكن الأفكار و يهدأ الخاطر كما لو كنت أنجزت المهمة!

 ينتاب الناس شعور مزيف بالرضا عن أهداف لم ينجزوها عندما يخبرون الآخرين بها و يتلقون ردود فعل إيجابية مثل الثناء و الإشادة !. تكمن المشكلة في أن هذا الشعور بالرضا هو ذاته الذي يجب أن تشعر به لاحقاً عند إنجاز العمل و ليس قبل ذلك لأن شعورك به قبل ذلك سيوقف الرغبة في الإستمرار في القيام بالمهمة.

و قد أكدت العديد من الدراسات النفسية هذا الأمر , ففي دراسة شارك فيها 163 شخصا في أربع تجارب متفرّقة — دَوَّنَ كُلٌّ منهم هدفه الشّخصيّ، ثُم قام نصفهم بالإعلان أمام الجميع عن اِلتِزامهم بتحقيق هذا الهدف وأمّا النّصف الآخر فلم يفعل.

 تَمّ إعطاء كلّ منهم 45 دقيقة لإنجاز العمل والتّي من شأنها أن تؤدي مباشرة للوصول إلى هدفهم، تمّ إخبارهم بأنّ بإمكانهم التوقّف متى شاؤوا .

كانت المفاجأه بأن أولئك الذين حافظوا على أفواههم مغلقة قد عملوا في المتوسط، طوال الـ45 دقيقة الممنوحة لهم، وعندما تَمّ سُؤالهم بعد ذلك، أكّدوا أنّهم كانوا يشعرون أنّ أمامهم وقت طويل لبلوغ هدفهم. أما أولئك الذين أخبروا الآخرين بأهدافهم فقد تخلّوا عن العمل، في المتوسّط، بعد مضيّ 33 دقيقة، وعندما تَمّ سُؤالهم بعد ذلك، أكّدوا أنّهم كانوا يشعرون أنّهم أقرب إلى تحقيق هدفهم.

2- لأنك قد تشعر بالدونية إذا لم تنفذ ما أخبرت به

2- لأنك قد تشعر بالدونية إذا لم تنفذ ما أخبرت به

إذا لم تسعى لتحقيق أفكارك التي تحدثت عنها مسبقاً فستشعر حتماً بالدونية و الفشل كلما أتي ذكر هذا الموضوع أمام من أخبرتهم بأهدافك هذا أمر حتمي حتى لو أطلقت تبريراتك بل و قد تفقد أيضاً الكثير من اعتمادهم عليك و قد تهتز ثقتهم فيك لأنهم سيشعرون بأنك شخص لا تلتزم بما تقول و لا تراعي مصالحك بشكل جيد و أن كلامك هو محض تسلية غير جادة.

3- لأن عليك التركيز على الدوافع الداخلية و ليس الحوافز الخارجية

استخدام الحوافز الخارجية لتنفيذ أهدافك مثل تشجيع الآخرين دون الإهتمام ببناء الحوافز الداخلية خطأ، والأفضل أن يكون التركيز دائمًا على بناء الدوافع الداخلية . لأن الحوافز الخارجية حتى إذا كان تأثيرها إيجابي عليك فلن يدوم ذلك طويلاً بعكس الدوافع الداخلية التي تنبع من رغبات الشخص ذاته . في الحقيقة لا يوجد سبب مهم يجعلك تخبر الآخرين بأهدافك سوى أنك تعتقد أنك لا تستطيع الإعتماد على نفسك بما فيه الكفاية لتنفيذها.

3- لأن عليك التركيز على الدوافع الداخلية و ليس الحوافز الخارجية

4- لأن هجوم الآخرين على أهدافك قد يصيبك بالإحباط

في الحقيقة ما ناقشناه فيما سبق هو الجانب الوردي حينما يتقبل الآخرين أهدافك و هذا شيء نادر في مجتمعاتنا , جداً !
في الغالب يتقبل الناس أفكارك لأنها تتوافق مع رغباتهم أو لأنهم يرغبون في دعمك أو مجاملتك فقط أو لأنهم يثقون بموهبتك

أما في أغلب الأحوال فستتعرض أهدافك للهجوم لأن أغلب الناس يحكمون على الأمور بمنطقهم و قدراتهم و ليس منطقك أو قدراتك أنت. في كثير من الأحوال لقد لا يتحمس الناس لأفكارك بل قد يهاجم بعضهم أفكارك بضراوة بدرجة قد تجعلك تشعر بالإحباط و تتخلى عن أهدافك .

4- لأن هجوم الآخرين على أهدافك قد يصيبك بالإحباط

5- لأنك قد تدفع شخص ما لسرقة أفكارك

يقول المثل الشعبي “المال السائب يعلم السرقة”

الأفكار مثل المال و حينما تترك تبعثر أموالك أمام الناس في كل مكان فأنت عملياً تغري شخصاً ما لإيجاد مبرر لسرقتها و هو أمر مضر بعلاقاتك مع الآخرين حقاً, ربما لا يجب عليك أن تدخل الآخرين في هذه التجربة.  بعض الأفكار الجيدة قيمتها مثل قيمة المال فلا تزينها في عين الناس و تتركها معروضه دون أن تستفيد منها ثم تلومهم لأنهم قرروا تحقيق ما فشلت أنت في تحقيقه.

بالطبع لا يسري هذا على كل الأفكار فهناك الكثير من الأفكار و الأهداف التي يمكن بل يجب عليك مشاركتها مثل الأفكار التي تفيد المجتمع أو او الأفكار التي ترغب من خلالها في بناء فريق عمل . ما نتحدث عنه هنا هي الأفكار و الأهداف التي قد تؤثر سرقتها عليك بشكل سلبي . 

سرقة الأفكار

خلاصة

إخبار الآخرين بأهدافك لا يصب في مصلحة تنفيذ هذه الأهداف فإذا دعمك الآخرين سينتابك شعور بالرضا و كأنك أتممت المهمة و قد لا تستطيع تنفيذها بسبب هذا الشعور الزائف , أما إذا رفضوا فكرتك و هاجموها فربما لن يتبقى منها شيء و ستصاب بالإحباط خصوصاً إذا كنت تعتمد كثيراً على آراء الآخرين.


اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

4 ردود على “لا تخبر أحد بأهدافك , لهذه الأسباب احتفظ بأهدافك لنفسك !”

  1. كلامك صحيح

  2. شكرا جزيلا على المقال الاكثر من رائع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × 2 =

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading