في زمن الإنترنت ليس هناك أسرع من الكلمة , خدمة الإنترنت صارت شيئاً حيوياً في حياة الكثيرين سواء أكان ذلك بغرض العمل أو الترفيه و بمرور الوقت تزداد حاجتنا إلي خدمات أقوي لأن التطور في المواقع و الملتيميديا و الخدمات المختلفة مثل التخزين السحابي صارت تحتاج إلي قدرات أعلي و سرعات أكبر لخدمة الإنترنت و لكن كما ذكرنا في مقالة سابقة خدمة الإنترنت في الإمارات الأعلي سرعة و مصر الأعلي سعراً و السعودية الأقل كفاءة حيث تعاني بعض الدول و منها مصر من عدم تناسب جودة الخدمة و سرعتها مع سعرها قياساً بالعديد من الدول الأخرى .
أطلق مقدم برنامج يختص بالألعاب علي يوتيوب و يدعي عمر و يحمل إسماً مستعاراً “Gear Head” و من خلال قناته علي اليوتيوب HardMode Radio Station و بأسلوب عرض شيق و طرح مميز للمشكلة يأمل عمر أن تتحول إلي ثورة علي شركات الإنترنت في مصر بسبب أسعار الخدمة المرتفعة في مقابل خدمة ضعيفة و بطيئة مقارنة بالعديد من الدول و دعا الشركات إلي مقاطعة شركات الإنترنت في حال لم تقم بتحسين خدماتها و ضبط الأسعار المبالغ فيها.
و قد لاقت دعوة Gear Head أو “عمر” صدى كبير لدي مستخدمي فيس بوك و تويتر و يوتيوب حيث قامت العديد من الجروبات و الصفحات الإجتماعية علي فيس بوك بنشر الدعوة و تبنيها حيث وصلت صفحة “ثورة الانترنت – Internet Revolution Egypt” إلي عدد مستخدمين يقدر ب 124 ألف مستخدم في فترة وجيزة و هو ما يظهر وجود حالة إحتقان فعلية لدي مستخدمي الإنترنت في مصر من الخدمة ليس هذا فقط بل قام العديدين بالدخول علي صفحات المعجبين الخاصة بشركات تي داتا و لينك مصر و غيرها حيث قاموا بوضع روابط لحملة المقاطعة و هاجموا الشركات بسبب سوء الخدمة و سوء آداء المسئولين عن خدمة العملاء حيث سخر البعض من الجملة التقليدية “إعمل ريستارت للراوتر” في حالة ورود أي شكوي من سوء أو بطء الخدمة .
و سواء نجحت الحملة في حمل تلك الشركات و معها الحكومة علي توفير خدمة جيدة أم لم تنجح فربما تكون تلك خطوة صغيرة لنشر الوعي لدي المصريين حول حقوق المستهلك و قدرة المستهلكين علي المحاسبة و محاربة الغلاء بالإستغناء بدلاً من الإستسلام لجشع الشركات الرأسمالية و إحتكارها و تقديمها لخدمات و سلع رديئة اعتماداً علي عدم وجود رأي عام قوي وواعي و غياب تلك الثقافة في مجتمعنا.